سعيد جعفر.. المستقبل المظلم لتونس والأدوار الممكنة للمغرب في مساعدة بلاد ثورة الياسمين

عندما جازف الملك محمد السادس بالخروج لشوارع وأزقة وأسواق تونس العاصمة في عز التفجيرات التي هزت العاصمة كان ذلك خطوة من ملك يعرف الاقتصاد جيدا ويعرف آثار وتكلفة الإرهاب على بلد صغير ليس له إلا السياحة.

لقد عاش محمد السادس هذا الوضع في 2004 وهو لا زال ملكا في بداية حكمه وكان على بينة من آثار الإرهاب على قطاع السياحة وعلى الإقتصاد.

أتتبع في هذه اللحظات برنامجا سياسيا على القناة التونسية ويصلني أصدقاء بأخبار حول وضع قاتم اقتصادي وسياسي في البلد.

لقد تحولت تونس العالمة إلى ما يشبه بلدا صغيرا وخلفية للأنشطة غير القانونية كما يحدث في الدول الصغرى في أمريكا اللاتينية كفنزويلا وغيرها.

ولموقعها الصعب بين الجزائر وليبيا أصبحت تونس في مهب الريح، وبطبقة سياسية هشة وضعيفة تحولت إلى ملحقة وحديقة خلفية لمخططات إقليمية وفوق ديبلوماسية.

إنه بوجود رئيس محروم من كل سند حزبي ونقابي وحقوقي يمكن أن يساعده في ربح المعارك الداخلية والخارجية، وبوجود رئيس للسلطة التشريعية يعتبر البرلمان التونسي امتدادا لخطط الإخوان المسلمين، فإن تونس تعاني كل يوم وليس مستبعدا أن تتحول إلى معركة حرب بالوكالة وخلفية استخبارية نشيطة ومرهقة.

لقد حاول الملك محمد السادس أن تكون تونس قوية عندما كانت لتونس قيادة ناضجة في شخص الباجي السبسي رحمه الله وبوجود رجل دين وطني تونسي هو عبد الصمد مورو، لكن يبدو أن الجهة التي هندست الانتخابات الأخيرة أدخلت تونس في متاهة سياسة وتاريخ وهوية.

لا يمكن للمغرب أن يترك مجاله الإقليمي عاريا وتحت قبضة تاجر الفرص التركي، وبعد أن ينهي المغرب وساطته المثمرة في ليبيا و يرسم الأوضاع في الداخلة والعيون يستحسن أن يتحرك تجاه قصر قرطاج ليسهم في بناء تونس مستقلة وقوية بتاريخها وحاضرها ومستقبلها على قاعدة الأخوة والصداقة.

إن تونس تحتاج للمال وتحتاج لمن يسمع أنينها ويحضن آلامها وليس بعيدا أن الرئيس سعيد ونداء تونس والمعارضة قلبهم على تونس.

لا يبدو أن المغرب بعيد عن صراع محاور مائية وبحرية والمؤكد أنه كلما تقدم المغرب في إنهاء معبر الداخلة المائي كلما كان الصدى والتصدع قويا في قناة السويس وفي مضيق البوسفور والدردنيل وفي مضيق هرمز.
هذه احداثيات تدافع استراتيجي تشق عباب مياه البحر الأسود والبحر الأحمر والبحر الأبيض والمحيط الأطلسي وضبطها يكون بضبط الإيقاع في طرابلس وتونس العاصمة أولا وأخيرا.

وسيكون من الجيد جدا خدمة لهذا الهدف أن يتحرك المغرب صوب تونس في أقرب فرصة ممكنة.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *