قال سفير المغرب برواندا، يوسف العماني، إن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالسيادة الكاملة والتامة للمغرب على صحرائه، من خلال إعلان وقعه رئيسها، سيشجع دولا أخرى على اتباع نهج واشنطن.
وأكد الدبلوماسي المغربي، في حديث نشرته الوكالة الرواندية للأنباء، اليوم الاثنين، أن هذا الاعتراف سيكون له “أثر غير مسبوق على العلاقات الثنائية وسيشجع دولا أخرى على اتباع نهج الولايات المتحدة، سواء بفتح تمثيليات دبلوماسية في الصحراء المغربية أو من خلال الاستثمار في الأقاليم الجنوبية للمملكة”.
وأشار العماني إلى أن هذا القرار التاريخي يعزز الشراكة الاستراتيجية التقليدية التي تجمع الرباط وواشنطن ويرتقي بها إلى مستوى “تحالف حقيقي” يشمل جميع المجالات، مشيرا إلى أن هذا الاعتراف يؤكد أيضا دعم المقترح المغربي للحكم الذاتي، كأساس وحيد لحل عادل ودائم للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
وقال إن “الأمر يتعلق بتعبير عن الثقة في الاستقرار والتنمية والازدهار الذي تتمتع به الأقاليم الجنوبية للمملكة”.
وشدد السيد العماني، عند تطرقه لقرار الولايات المتحدة فتح قنصلية في الداخلة، على أن هذا التمثيلية الدبلوماسية، التي تقوم بالأساس بمهام اقتصادية، ستمكن من تشجيع الاستثمارات الأمريكية وتساهم في التنمية السوسيو – اقتصادية لفائدة ساكنة الصحراء المغربية.
وأضاف أن “هذا الانفتاح سيمكن من استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى كافة أقاليم المنطقة لكون الاتفاقات المبرمة بين البلدين تمتد بشكل طبيعي إلى الصحراء المغربية”.
وفي معرض رده على سؤال بخصوص الزيارة الأخيرة التي قام بها وفد أمريكي-إسرائيلي رفيع المستوى إلى المغرب، أشار سفير المملكة إلى أن الإعلان المشترك الموقع خلال هذه الزيارة يسلط الضوء على إعلان الولايات المتحدة بشأن الاعتراف بسيادة المملكة على صحرائها، ويجدد تأكيد موقف المغرب المنسجم والثابت من القضية الفلسطينية، وكذا موقف جلالة الملك بصفته رئيس لجنة القدس، في ما يتعلق بالحفاظ على المكانة الخاصة للمدينة المقدسة.
وعن دور الجزائر في النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، أشار السيد العماني إلى أن القرار رقم 2548 الذي اعتمده مجلس الأمن في أكتوبر 2020، يؤكد، مجددا، دور الجزائر كطرف في هذا النزاع.
وأضاف أن هذا “القرار أتى على ذكر الجزائر خمس مرات، أي نفس عدد مرات ذكر المغرب تماما، ويؤكد مجددا وجاهة مبادرة الحكم الذاتي في حل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية”.
وفي ما يتعلق بالوضع في المنطقة العازلة للكركرات بعد التدخل المغربي، أشار الدبلوماسي إلى أن تحرك المملكة مكن من وضع حد نهائي لأعمال الاستفزاز غير المقبولة والعرقلة غير المشروعة من قبل مرتزقة “البوليساريو” في هذه المنطقة.
وذكر العماني بأن التحرك المغربي جاء بعد استنفاد كافة السبل الدبلوماسية التي باشرتها مكاتب الأمم المتحدة، مؤكدا أن قرار المغرب بالقيام بهذا الإجراء في منطقة الكركرات منع من تكرار أعمال الاستفزاز من قبل الميليشيات الانفصالية.
وأشار السفير إلى أن العديد من الدول أعربت عن دعمها لقرار المغرب المشروع بالتدخل السلمي لاستعادة حركة تنقل البضائع والأشخاص في هذه المنطقة الاستراتيجية.