سليمان الخشين يكتب: حينما كشرت شرفات عن أنيابها!

تداولت العديد من الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك المشهد الختامي من “مسرحية ” (الانسحاب من النسخة الثانية لحكومة العثماني) التي صوت لصالحه أعضاء اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، حيث تم التراشق بالكلام والاتهامات بين طرفي الصراع (تيار الاستوزار/ بقيادة الدكالي) و (تيار الانسحاب / بقيادة نبيل و شرفات) وكادت الأمور أن تتطور إلى ما تحمد عقباه ما بين أنصار التيارين لولا تغليب الحكمة على الأهواء الشخصية.

ما أثارني في أشغال اللجنة المركزية لحزب علي يعتة (الله يرحمه) هو انعدام التبريرات الموضوعية لاتخاذ هذا القرار أو ذاك. فأطروحة غياب الانسجام التي حاول بنعبد الله كانت واضحة منذ فترة ولاية عبد الإله بنكيران، فهذا الأخير حينما تم تنصيبه لأول مرة صرح أن التحالف مع “البام” و”الحمامة” خط أحمر. ولكن بعد انسحاب “شباط ومن معه” بدأ “ّيزاوك” في “مزوار المفعفع” ويرغبه لكي يرقع “الثغرة” التي تركها انسحاب الاستقلاليين. ومع لم تفتر حدة التراشق ما بين الطرفين.

أطروحة “انعدام النفس الديمقراطي” لدى حكومة العثماني، كانت موجودة حتى عند بنكيران اللي عقد معه “تحالف استراتيجي / مصلحي” هذا الأخير صرح أثناء توليته أنه “ّإذا كان يعتقد بأنه جاء لينافس الملك على اختصاصاته فهو واهم، وعليه أن يبحث عن شخص آخر” بل كانت لبنكيران الجرأة لينفذ جميع الإجراءات التي لها وقع سلبي على جيوب المواطنين (إلغاء الدعم من صندوق المقاصة، والاقتطاع من رواتب الموظفين لسداد الخصاص الذي كان تعرفه صناديق الاقتراع).

أطروحة “الطرف الآخر” المبنية على مواصلة أوراش الإصلاح، فواضح أن القطاعات التي كان يسيرها الحزب الشيوعي (سابقا) لم يضف إليها أية قيمة مضافة، سواء في قطاع الصحة التي وصل القطاع العمومي فيها إلى تدني مهول في تقديم الخدمات الطبية، وغياب تصور واضح لتعميم التغطية الصحية على جميع المغاربة، وفواتير صاروخية في المصحات الخصوصية دون أن تكون للحكومة القدرة على ضبطها.

والقطاع الثاني ينطبق عليه نفس الشيء فلم يقم لا بنعبد الله ولا الفاسي الفهري بإجراء حوار عمومي جديد حول مخطط وطني لإعداد التراب خلال العشرين سنة المقبلة (مثلا) أو عن تخطيط للحد من تفاقم البناء العشوائي بضواحي المدن….إلخ.

بنعبد الله قال بأن حزبه لا يخشى “التموقع في المعارضة” ووثوقه من العودة إلى مناصب الحكومة. ولكن لم يطرح نفس الأسئلة التي طرحها ذ. محمد اليازغي (الله يذكره بالخير) حينما طرح على اللجنة المركزية موضوع الخروج إلى المعارضة خلال حكومة عباس الفاسي (2007) فقال لهم لأعضاء اللجنة: “كيف سنعارض، ومع من سنعارض؟.” وهنا على السي نبيل أن يطرح سؤال آخر إضافي وهو: بمن ستعارض؟ هل الفريق الممثل “للكتاب” له من الدربة السياسية ما يؤهله لممارسة دور المعارضة؟

الخلاصة أن قرار الانسحاب هو قرار انفعالي/ مصلحي، بنعبد الله لا يريد استقواء تيار جديد داخل الحزب بقيادة شخصية قوية تملك من الكاريزما ما يؤهلها للإطاحة به خلال المؤتمر الوطني القادم. أما “مدام” شرفات” فكانت شرسة في مهاجمة تيار الاستواز، وتنظر إليهم نظرات شرسة، ولسان حالها يقول: “لما جاءت الدقة فيا وفي نبيل حتى واحد ما تضامن معنا. والآن لما جات الدقة فيكم باغيين تبقاو في بلاصتكم. إما أنا ونبيل، أو لا أحد” ولا عزاء للمغلوبين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *