شباب لبنانيون يدعون العالم للإسلام عبر الغناء

جابت فرقة موسيقية لبنانية عددا من دول العالم؛ لتقديم نوع جديد من الأغاني والأناشيد الدينية يعتمد على إيقاعات حديثة تعبر عن روح الشباب بلغات عربية وأجنبية؛ بهدف رسم صورة شفافة وحقيقية عن الدين الإسلامي بعيداً عن صورة التطرف والإرهاب التي أُلصقت به في السنوات القليلة الماضية.

وتقدم فرقة ‭‭‭)‬‬‬هارموني باند) أناشيد باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية ذات مضامين تتحدث عن مبادئ الإسلام وعلاقة المسلم بالآخر وتناقش بعض القضايا الآنية؛ بهدف إرسال رسالة الاعتدال إلى البلدان الغربية.

الفِرقة متنوعة جدا موسيقيا وتستخدم إيقاعات سريعة تشبه الأغاني العصرية؛ بهدف التواصل مع الشباب من الجنسين في العالَمين الشرقي والغربي.

ترفع الفرقة شعارها بحسب ما تشرحه في كل الصفحات التابعة لها على مواقع التواصل الاجتماعي وهو « شروق الاعتدال ».

وانطلقت هذه الفرقة من لبنان عام 2003 بأربعة أعضاء فقط، وتوسعت في نهاية المطاف إلى مجموعة من المحترفين يتمتع كل عضو منها بالخصائص والمواهب التي تؤثر على الشباب لقبول رسالتهم. وتتوجه منذ بداية قصتها مع الأناشيد الدينية الإسلامية إلى الجيل الناشئ.

وكالة « رويترز » للأنباء نقلت الأحد، عن مدير الفرقة والملحن الشاب آدم علي، أن رسالة هارموني باند « هي بناء الوعي عند الناس، لا سيما الشباب في رؤية الصورة الحقيقية للإسلام وتوجيههم إلى الطريق الصحيح وتعاليم الأنبياء، وكذلك نبذ الإرهاب وأي شيء يعطي صورة سيئة عن الإسلام ».

وتعتمد الفِرقة على عنصري الفرح والإيجابية في مجمل أعمالها؛ لكي يشعر المستمع بأن الاقتراب من الله رحلة داخلية جميلة لا يشوبها الرعب والقوانين الصارمة.

تقول الفرقة في أنشودة « لا تحسب أن الدين »: « لا لا تحسب أن الدين بعيد عن حب وحياة، وبهجرك للدين ستحيا تعشق ما قلبك يهواه. ليس الدين كما تخشاه ذا ممنوع ذاك حرام فالإسلام جميل حقاً ».

وتسعى « هارموني باند » لإقناع الشباب بأن بإمكانهم أن يعيشوا حياة رائعة تنطوي على الفرح حتى وإن وضعوا لأنفسهم قيوداً لا بد من وجودها لكي لا يسير الشاب نحو الكآبة أو المسائل التي قد تعرّض حياته للخطر وللسقوط في الهاوية، بحسب مدير الفرقة ذي الـ30 عاماً.

ويضيف علي: « بإمكاني أن أعيش حياتي وأنا سعيد بديني. ثمة أمور كثيرة في هذه الحياة يمكن أن نقوم بها متسلحين بالتفاؤل أو مرتدين ثوب الإحباط فلم اختيار الإحباط أسلوب حياة؟! ».

ويصل عدد مستمعي أناشيد « هارموني باند »، على موقع يوتيوب، بأنحاء العالم، إلى أكثر من مليوني مستمع للأغنية الواحدة، وتضم الصفحة الخاصة بأعمالهم على موقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك » أكثر من 33 ألف متابع.

وللفرقة حتى الآن، أربعة ألبومات وتعمل حالياً على الألبوم الخامس، وقد أطلقت أغنية وحيدة منه قبل أيام بعنوان « ذا الحب سلم ».

بداية قصة الفرقة الشبابية، كما يقول علي، كانت أيام المدرسة مع أنشودة « نادى المنادى »، التي ألّفها آدم علي وصديقه حمزة مخزومي، وكان ذلك في عام 2003.

ويتابع علي: « لم تكن مواقع التواصل قد انتشرت آنذاك، فاشترينا 20 قرصاً مدمجاً (سي دي) ونسخنا الأنشودة ووزعناها من خلال البريد الإلكتروني. وراح الناس يرسلونها بعضهم إلى بعض ».

وبدأت الحفلات الرسمية للفرقة في مختلف المناطق اللبنانية ابتداءً من عام 2005. ومنذ عام 2014، تقدم الفرقة عشرات الحفلات في فرنسا والولايات المتحدة والسويد والدنمارك وأستراليا والأردن.

ويرى آدم علي أن « الجماعات الإرهابية أقليات مقارنةً بعدد المسلمين في أنحاء العالم »، مضيفاً: « نحاول من خلال أناشيدنا الفرِحة وأسلوبنا الشبابي في الأداء والكلمات المكتوبة انطلاقاً من معرفتنا المتعمقة بالدين الإسلامي– أن نُظهر على طريقتنا الصورة الجميلة والراقية لديننا الذي نعيشه بسعادة مطلقة ».

المصدر

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *