صحيفة ألمانية: هذا ما جناه الربيع العربي على الشرق الأوسط

صعقت « الثورات العربية » في 2011 العالم وأطاحت بالأنظمة، وكان الرد العنيف عليها، لكنها خلفت وراءها دمارًا ظهر في غالبية الدول العربية التي اندلعت فيها.. جاءت الكلمات في مستهل تقرير أوردته صحيفة « أوسبورجر الجماينه » الألمانية.

وتساءلت: لماذا لم يبق شيء من روح التفاؤل التي أثارها الربيع العربي في عام 2011؟

وأجابت الصحيفة: « تبخرت آمال الملايين من الناس في العدالة الاجتماعية والديمقراطية ووضع حد للفساد المستشري، وذلك لأن الحشود المتظاهرة غير متجانسة وتخللها خائنون للوطن ».

وفي 2012/2013، تمكنت النخب القديمة من الرد، وتعرضت الهياكل العسكرية لأضرار بالغة، لكنها ظلت قائمة في العديد من الدول

.

وأضافت الصحيفة الألمانية: « على الرغم من القمع المكثف والترهيب والعنف المطلق، اندلعت الاحتجاجات مرارًا وظهرت حركات معارضة مدعومة من قوى أجنبية، وهذه بعض الأمثلة:

« أصل الاحتجاجات »:

بدأ كل شيء من البلد الصغير الواقع في شمال إفريقيا: في 17 ديسمبر 2010، حين أضرم محمد بوعزيزي النار في نفسه في بلدة سيدي بوز الدين، وانتحر احتجاجا على تعسف الشرطة والفساد، ما أثار احتجاجات جماهيرية انتشرت عبر الإنترنت، ثم امتدت إلى العديد من الدول في شمال إفريقيا والشرق الأوسط ، حيث عانى السكان من مظالم مماثلة.

وفي تونس، قرر الجيش استخدام القوة التي استمرت أسبوعًا في البلاد، ثم انحاز إلى المتظاهرين، وبالتالي وضع النهاية السياسية للزعيم المستبد، زين العابدين بن علي.

ما وضع تونس اليوم؟

الأزمات الحكومية والاقتصاد المنهار مع ارتفاع معدلات البطالة باتت سمات الحياة اليومية في تونس، وفي الوقت نفسه، تتمسك البلاد بشكل أساسي بالإصلاحات الديمقراطية التي ناضلت من أجلها في عام 2011. وهذه نقطة فريدة من نوعها مقارنة بالبلدان التي ضربها الربيع العربي قبل تسع سنوات.

بعد تسع سنوات من اندلاع « الثورات العربية » في البلاد، قررت الجزائر التظاهر، وبعد أيام قليلة من المظاهرات الأولى، خرج الناس إلى الشوارع في الجزائر مدفوعين بالغضب من الارتفاع الهائل في أسعار المواد الغذائية، ولكن على عكس تونس المجاورة ، كانت الحكومة الجزائرية قادرة على دعم رئيس الدولة عبد العزيز بوتفليقة، الذي تولى الحكم منذ 1999.

ومع ذلك، استمر الاستياء في الانتشار، خاصة بين الشباب الجزائريين المتعلمين، وظلت الرغبة في الحرية والديمقراطية حية وتشكلت في نهاية المطاف الثورة على شكل حراك مكون من مزيج من المثقفين ونشطاء حقوق المرأة والإسلاميين والعمال والعديد من الشابات والشبان.

وبعد تظاهرات حاشدة مستمرة، استقال الرئيس بوتفليقة في أبريل 2019، لكن الحراك كان يريد المزيد، ففي فبراير 2020 المنصرم، تظاهر مئات الآلاف في الجزائر العاصمة ضد النظام ومن أجل مجتمع حر، ثم أوقفت أزمة كورونا الحراك الشعبي، لكن لا يبدو أن الكلمة الأخيرة قد قيلت.

لبنان:
لبنان « حالة خاصة »

خرجت الجموع إلى الشوارع في عام 2005 للتظاهر من أجل انتخابات حرة، وضد الفساد وبعد سلسلة من الهجمات على القادة السياسيين ، وحقق أنصار ما يسمى بـ « ثورة الأرز » نجاحًا واستقالت الحكومة.

ومع ذلك، ظل وضع الدولة غير مستقر، وأدى إلى تقسيم السلطة بين المسيحيين والشيعة والسنة، مما شل مشاريع الإصلاح السياسي والاقتصادي.

وفي عام 2006 اندلعت حرب لبنان الثانية بين إسرائيل وحزب الله المدعومة من إيران، وتسارع التدهور الاقتصادي بسبب العدد الكبير من اللاجئين، واستقبل لبنان 1.5 مليون لاجئًا سوريًا.

ولم يدمر الانفجار الهائل في ميناء بيروت في 4 أغسطس أجزاء من العاصمة اللبنانية فحسب، بل أدى أيضًا إلى استقالة الحكومة، وتندلع حاليًا مظاهرات يومية من أجل الإصلاح والديمقراطية.

« بلد في حالة خراب »

سقطت سوريا بعد اندلاع الربيع العربي، الذي بدأ باحتجاجات سلمية اندلعت في فبراير 2011 باعتقال قاصرين من قبل قوات الأمن التابعة للنظام في عهد الديكتاتور بشار الأسد، وتم قمعها بوحشية شديدة، ثم تطورت تدريجياً إلى حرب أهلية وإلى حرب بالوكالة من قبل قوى أجنبية على الأراضي السورية.

وبعد ذلك تدخلت القوى الأجنبية مباشرة في الصراع، ووقعت هجمات بالغازات السامة وتفجيرات على السكان المدنيين.

وفي الآونة الأخيرة، اكتسبت قوات النظام اليد العليا بفضل الدعم الكبير من الجيش الروسي.

« الوضع في ليبيا كارثي »

بعد مقتل معمر القذافي في 20 أكتوبر 2011 انزلق البلد بسرعة إلى حرب أهلية وحشية.

واليوم لا يزال الوضع كارثيا، ولا تزال ليبيا ساحة لحرب أهلية ، لكن الأمر يزيد صعوبة الآن بتدخل روسيا وتركيا وقوى أخرى تغذي الصراع من الخارج.

وينتظر السكان المدنيون ومئات الآلاف من السكان اليائسين فرصة لعبور البحر إلى أوروبا.

« كارثة إنسانية »

في اليمن أيضًا سقط عبد الله صالح في ربيع عام 2011 ، لكن قبل حدوث ذلك، مرت شهور عديدة أسفرت عن العديد من القتلى.

وكانت الانتفاضة ناجحة في بداية عام 2012: وأعلن صالح استقالته ومع ذلك، لم يهدأ البلد

وتحدث العالم عن إحدى أكبر الكوارث الإنسانية في العالم في اليمن

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *