طارق بوبكري:
انسجاما مع المبادئ و القيم التي تشربتها في الاتحاد الاشتراكي ، أود أن أعبر عن رفضي القاطع لمشروع القانون 22/20 الذي يمس بحرية التفكير و التعبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي .
لذلك ، يجب أن يعلم الجميع أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قد كرس حياته دفاعًا عن حرية التعبير و التفكير ، و كذا عن الحريات الفردية . كما أنه قدم تضحيات جسام أكثر من غيره من أجل ذلك …
لقد كان الاتحاديون دائما في سنوات الرصاص عرضة لعقوبات قاسية ، لا لشيء إلا لأنهم تمسكوا بحرية التفكير و التعبير ، و استماتوا في الدفاع عنها .
لكن أود اليوم أن أوضح شيء مهما ، حيث إن جماعات الإسلام السياسي التكفيرية التي قتلت الشهيد عمر بن جلون و إعتدت بالسكاكين على ألاف الطلاب في الجامعات ، لا تؤمن بحرية التفكير و التعبير ، و لا بالحريات الفردية .
لذلك ، فإذا اجتهد أحد المغاربة اليوم ، و خلص إلى اجتهاد شرعي يخالف قناعاتهم الجامدة ، فإن أفراد هذه الجماعات التكفيرية لن يترددوا في تكفيره ، ما يعني أنهم سيدعون إلى الجهاد فيه ، و بالتالي قتله.
و هكذا ، إذا كان هؤلاء التكفيريون يدعون اليوم إلى الدفاع عن حرية التفكير و التعبير ، فإن ذلك يتعارض في العمق مع إيديولوجيتهم المرجعية التي كلما تعرضت للنقد ، إلا و انتفض دعاتها و دعوا إلى إعدام حرية التفكير و التعبير و الحريات الفردية .
لذلك فإذا تمكن هؤلاء غدا من السيطرة على عقول المغاربة ، فإنهم سينقلبون على حريات التفكير و التعبير ، و يحولون بلادنا إلى مجزرة كما فعلت و تفعل داعش اليوم . إنهم مجرد منافقين يقولون ما لا يفعلون . و تاريخهم شاهد على ذلك .
خلاصة القول ، إن الاتحاد الاشتراكي بتاريخه النضالي و تضحياته ضد القانون 22/20 .