طالب يقتل زميلته وحاول الانتحار بقطع أوردة معصم يده

قررت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بمكناس، الاثنين الماضي، إرجاء فتح صفحات الملف رقم 739/18، الذي يتابع فيه الطالب الجامعي (م.ر) من أجل جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد واستعمال السلاح الأبيض.
وحددت الغرفة تاريخ 9 شتنبر المقبل موعدا للبت في القضية، في انتظار التوصل بتقرير الخبرة العقلية، التي أمرت، في جلسة سابقة، بإحالة الطالب الجامعي عليها للتأكد من مدى سلامة قواه العقلية ومسؤوليته الجنائية ساعة ارتكابه الجريمة البشعة، في حق زميلته في كلية الحقوق بمكناس، بعدما تبين للغرفة ذاتها أنه لا يستطيع الرد على الأسئلة الموجهة إليه من قبل رئيسها، فضلا عن قيامه بحركات غير عادية، إذ جلس القرفصاء، مركزا نظره على سقف قاعة الجلسات رقم1.
وسيتحدد على ضوء نتيجة الخبرة العقلية قرار المحكمة في القضية، التي مازالت تستأثر باهتمام الرأي العام بمولاي ادريس زرهون الجبلية، خصوصا زملاء وزميلات الطالب المتهم والطالبة الضحية، من خلال مواظبتهم على حضور جلسات المحاكمة.
وخلال جلسة، الاثنين الماضي، مثل المتهم وراء قفص الاتهام، وتبين من جديد أنه لا يستطيع التجاوب مع رئيس الهيأة، الذي سأله إن كان الطبيب، الموكول إليه إجراء الخبرة، زاره بالسجن المحلي تولال2 بمكناس، إلا أنه لم يرد.
ولم تتمكن الغرفة الثانية من الاستماع إلى المتهم ساعة استنطاقه ابتدائيا، بعدما أظهر أمامها تصرفات تشير إلى فقدانه القدرة على التركيز، وهي التصرفات عينها التي كررها حين الاستماع إليه تفصيليا، عندما ظل طيلة الوقت ينتقل من كرسي إلى آخر، قبل أن يدخل في نوبة بكاء شديد.
أمام هذا الوضع، قرر محمد بنمنصور، رئيس غرفة التحقيق، إحالة المتهم على خبرة عقلية للتأكد من مدى سلامة قواه العقلية ومسؤوليته الجنائية ساعة ارتكابه الجريمة، انتدبت لها الدكتورة فوزية بن الطاهر، اختصاصية الأمراض العقلية والنفسية.
وأكدت مصادر”الصباح” أنه صعب عليها التواصل مع المتهم خلال زيارتها له في ثلاث مناسبات بالسجن المحلي تولال2 بمكناس. وأضافت المصادر نفسها أنه بناء على الفحوصات السريرية واطلاع الطبيبة المذكورة على الملف الطبي للمعني بالأمر، تبين لها أنه يعاني اضطرابات عقلية، مقترحة إخضاعه لخبرة عقلية أخرى في وقت لاحق. يشار إلى أن القضية انفجرت في سابع أكتوبر الماضي، عندما تربص المتهم بزميلته في كلية الحقوق، وهي تهم بالدخول إلى مقر غرفة الصناعة التقليدية بزين العابدين، لحضور ندوة حول موضوع”القانون في خدمة المجتمع”، إذ فاجأها بطعنات في أنحاء متفرقة من جسدها، بلغت 27 طعنة، حسب تقرير التشريح الطبي، تاركا إياها تصارع الموت وسط بركة من الدماء، بسبب رفضها الزواج منه.
وحاول المتهم وضع حد لحياته هو الآخر، عن طريق جرح أوردة معصم يده، ما تطلب نقله إلى المركز الاستشفائي الإقليمي محمد الخامس بمكناس، وإخضاعه لعملية جراحية عاجلة.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *