عبد السلام المساوي يكتب : الزعامة الوظيفية

عبد السلام المساوي

الاتحاد الاشتراكي ، ومنذ المؤتمر الوطني التاسع ، قطع مع الزعامات التقليدية التي استنفذت التاريخ ، الزعامات الزعامات الكاريزماتية بالمعنى الشخصي وليس بالمعنى الوظيفي …واختار الاختيار الديموقراطي ، أي الزعامة الوظيفية – كما يسميها علماء الاجتماع – التي تستقي قدرتها من قدرة الحضور الشرعي القانوني طبقا للأجهزة والقنوات التنظيمية ..

الزعامة الوظيفية للاتحاد الاشتراكي تجلت في الانتقال من الحزب / الشخص الى الحزب / المؤسسة …

الزعامة الوظيفية للاتحاد الاشتراكي تجلت بقوة في تحويل خيبة انتخابات 7 أكتوبر 2016 إلى انتصار ؛ رئيس مجلس النواب ، وزيران وكاتبة دولة…وظيفية ذ لشكر تنتصر على تهور بنكيران وتيه شباط…

وأكد لنا الاتحاد الاشتراكي جميعا أن من يستند على مرجعية تاريخية هو حزب سيجد بالضرورة في المستقبل مكانا له بين من سيصنعون المغرب القادم ، وعلى العكس من ذلك من صنع من عدم سيظل رهين ذلك العدم غير قادر على تقديم أي إضافة لوطنه .

سجل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قدرته على البقاء كبيرا في المشهد الحزبي المغربي رغم الضربات الكثيرة والعديدة التي تلقاها الحزب مرات ومرات ، وجزء كبير من تلك الضربات كان تحت الحزام ، ولم يكن نقيا تماما …أكد الاتحاد الاشتراكي يوم الأربعاء 8 شتنبر 2021 أنه قوة سياسية أساسية وضرورة حزبية في بلدنا ، ورقم وازن في أجندة المغرب .

رسالة موجهة الى المستقبل ، مفادها أن التغيير لم يعد مقبولا أن يظل مجرد شعار انتخابي ، بل ينبغي ترجمته على أرض الواقع ، في شكل برامج ومشاريع وافكار خلاقة ، تعيد الاعتبار الى المواطن ، وتشعره أن صوته ذهب في الاتجاه الصحيح .

*أن مبادرة تفعيل خارطة الطريق التنظيمية ، التي أطلقها الكاتب الاول ، لا تتوخى مجرد الزيادة في عدد منخرطي حزبنا، وإنما تسعى إلى استثمار هذا التراكم التنظيمي في تجربتنا الحزبية من ان نجعل الاتحاد الاشتراكي اليوم ، وأكثر من اي وقت مضى ، مجالا حيويا للشباب والنساء والكفاءات الجديدة ، مجالا اكثر تفتحت لتعبئة الطاقات وابتكار الحلول واقتراح البدائل ..ان هذه المبادرة منهجية جديدة في تدبير العضوية، وهي جديدة بالمعنى الديالكتيكي ، بمعنى التطور النوعي…

* أن مبادرة تفعيل خارطة الطريق التنظيمية ، هي في صميمها عملية كبرى ، عملية ذات صبغة تنظيمية وسياسية ، ولها بعد استراتيجي واضح ، لهذا مطروح على الاتحاديين والاتحاديات اعتبار إنجاح المبادرة مهمة تاريخية ؛ حزبيا و وطنيا …وانجاحها يقتضي الثورة على العقل الدوغمائي والجمود التنظيمي ، يقتضي العقل الجدلي والحركة الدينامية ، يقتضي تحديثا للبنية الحزبية وتجديدا لاساليب الحوار والتواصل….

*لسنا وحدنا في المجتمع ، لسنا الحزب الوحيد ، نشتغل في ومع ، نشتغل في الواقع ، نشتغل في مجتمعنا بكل مكوناته البشرية والثقافية ،ونشتغل مع القوى السياسية المنافسة لنا والتي ، أو بعضها على الاقل ، تعتمد اساليب الحصول على أصوات الناخبين لا تأطير المواطنين ؛ اساليب نحن نرفض بل نحرم استعمالها …قوتنا نحن في تنظيمنا ومشروعنا المجتمعي ، في قدرتنا على التواصل مع المواطنين ، في قدرتنا على الابداع في أشكال التواصل ، تغيير التخاطب مع الناس وفي التعامل معهم …

* أن مبادرة تفعيل خارطة الطريق التنظيمية ، إغناء للهوية الاتحادية وطريق صحيح لتجسيدها في الواقع ، انها مبادرة شجاعة لمواجهة قوى الارتداد والمحافظة …ان مبادئ الحزب ، ان هوية الحزب يمكن قتلها بالجمود والمحافظة ، وبالتوقف عن المبادرة ومحاربة الانفتاح ، وكل توسع وامتداد هو دفاع هو دفاع عن هذه الهوية واغناء لها …ان الاتحاد الاشتراكي يبادر ، وهذا قدره ، والآخرون ينتظرون ويتفرجون …المستقبل يتكلم لغة اتحادية…

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *