علي الغنبوري يكتب: رسائل المغرب لاسبانيا و اروبا !!!

علي الغنبوري

يعتقد البعض ان اقدام اسبانيا على استضافة زعيم البوليساريو ، قصد العلاج باراضيها ، مجرد خطأ و سوء تقدير من طرف حكومتها ، و انه ورطة راجعة بالاساس الى سذاجة بعض المسؤولين على تدبير الشأن العام الاسباني ، لكن الامر اخطر و اعقد مما يتصوره هذا البعض .

دخول ابراهيم غالي الى اسبانيا بجواز سفر و هوية جزائرية مزورة ، ما هو الا الشجرة التي تخفي الغابة من الدسائس التي تقودها اسبانيا سرا ضد المغرب و مصالحه الاستراتيجية ، فهذا الدخول المشبوه لزعيم البوليساريو ، يعني أن هناك تعامل وثيق و حثيث بين اسبانيا و الجزائر في الظل و بعيدا عن الأعين ،عنوانه الابرز ،المغرب .

التوافق الاسباني الجزائري ، في ملف حساس بهذا الشكل ، و قبول اسبانيا بالتكتم الشديد حول دخول ابراهيم غالي لاراضيها بتنسيق مع عسكر الجزائر ، يعني أن هناك سوابق في هذا المجال ، و ان هذا التنسيق لا يقتصر فقط على هذا الامر ، بل يتعداه لامور عديدة و خطيرة ، تهدد المغرب بشكل مباشر .

كشف المغرب لهذه المؤامرة الجزائرية الإسبانية ، تعني شيء واحد ، هو ان اسبانيا، شريك وهمي و غير موثوق الجانب ، و لا يمكن استمرار التعامل معه بسذاجة و بصدق و بأمان ، فهو يبدي ما لا يضمره ،و قادر على الطعن من الخلف و الغدر في اي لحظة .

المغرب بطبيعة الحال يملك اوراق عديدة للتعامل مع اسبانيا ، تبقى ابرزها ثلاثة أوراق أساسية ، اولها تفوقه الاستخباراتي ، و الذي أثبته بكشفه لهذه المؤامرة الإسبانية الجزائرية و بسرعة فائقة، و هو ما يبعث برسالة قوية مفادها ، ان المغرب قادر على حماية مصالحه و قادر على تفكيك كل المؤامرات التي تستهدفه و تستهدف مصالحه ، ليس فقط داخل ترابه ، بل داخل المنطقة برمتها .

ثانيا الورقة الاقتصادية ، فقدرة المغرب اليوم على تنويع شركائه الاقتصاديين ، و فتحه لأفاق اقتصادية جديدة و واعدة و اكثر نفعا ، جراء انفتاحه السياسي الجديد ، المبني على منطق المغرب اولا ، يجعل من موقع اسبانيا و اروبا الحالي باعتبارهما الشريك الاقتصادي الاول للمغرب ، بدون اي معنى و بدون اي تأثير ، بل يزيد الضغط عليهما لا عليه ، فهما من سيفقدان امتيازاتهما و قدرتهما على الفعل داخل الاقتصاد المغربي ، و ضمان اصطفاف المغرب معهما .

ثالثا الهجرة ، و هي البعبع الكبير الذي تخشاه اسبانيا و ورائها اروبا باكملها ، فموقع المغرب الجغرافي ، يجعله المتحكم الابرز في تدفق المهاجرين نحو أوروبا ، وهو ما تفهمه جيدا هذه الدول ، و ما جرى مؤخرا بشمال المغرب يجعلها تعي جيدا دور المغرب و مجهوده الصادق في هذا الاتجاه ، و ان اي عبث بالمغرب و باستقراره و بوحدة أراضيه لن يدفع ثمنه المغرب لوحده ، بل المنطقة بأكملها و في مقدمتها اسبانيا و اروبا .

نرفزة اسبانيا اليوم ، و تشنج تصريحات مسؤوليها ، و توالي اتهاماتهم العلنية للمغرب ، ما هو الا بحث عن نصر وهمي ، ينقذ ماء وجوههم اتجاه الرأي العام الاسباني ، من الضربات الموجعة التي وجهها لهم المغرب ، و التي لم يستطيعوا معها ان يقبلوا ان المغرب اصبح بهذه القوة ، و باتت له القدرة على الوقوف في وجوههم ، بل اصبحت له الوسائل و الامكانيات للجمهم .

المغرب اليوم واضح في رده على المؤامرة الإسبانية ، فهو لن يتحمل الخيانة ، و لن يتحمل التعامل بمنطقين و بوجهيين ، و لن يخضع لأي ضغط ، و لن يقبل المساس بمصالحه ، و اي تعامل معه يجب أن يخضع لمقياس الربح المشترك و التعامل بالمثل ، و العمل المشترك المبني على الندية و الاحترام المتبادل ، و ان اي مساس بمصالحه و بوحدته لن يمر بدون ثمن .

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *