فوضى عارمة في مخيمات تندوف.. اختطاف مسن وتعنيف النساء وحرق شاحنة وانتقام بلا حدود

هاشتاغ _ الرباط

تعيش مخيمات تندوف أياما سوداء من الفوضى والانفلات الأمني، تظهر حجم التدهور في المنظومة الأمنية التي تديرها ميليشيات جبهة البوليساريو، فهذا الأسبوع لوحده كان شاهدا على جرائم مروعة عكست غياب القانون واستفحال الظلم، حيث بات السلاح هو الحكم، والضعفاء هم الضحايا، في مسيرة من التدهور الأمني اللامسبوق داخل المخيمات.

حالة اختطاف: مسن يناشد إنقاذ حياته

وأورد “منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف” أنه في واحدة من أبرز الحوادث، تعرض شيخ مسن من قبيلة لكويدسات للاختطاف على يد عصابة مسلحة بسبب خلاف حول حمولة مخدرات مسروقة من ابنه, وقد تم اقتياد الشيخ المسكين إلى منطقة بئر أم أكرين، حيث صور له شريط فيديو أظهره جالسا بين مختطفيه، وهو محاط بملثمين يحملون أسلحة نارية، وبدا على وجهه الخوف الشديد، وتوسل لعائلته تقديم ما تطلبه العصابة مقابل حياته.

وذكر المنتدى ذاته، أم الشيخ المسن، يدعى فضيلي وقد اختطف من داخل وحدته العسكرية التي رافقها لتأمين المعبر الجزائري من جهة المخيمات، وتشير الانباء إلى أن سبب اختطافه يعود إلى تورط ابنه في سرقة إحدى العصابات المسلحة، لتصبح حياة الأب ثمنا لجرائم لا صلة له بها.

هذه الواقعة، حسب الفورساتين، ليست مجرد جريمة جنائية، بل هي مرآة تعكس انعدام الأمان والقيم الانسانية في المخيمات، حيث يصبح الأبرياء كبش فداء لصراعات العصابات في ظل انعدام أي تدخل من السلطات.

اعتداء وحشي على عائلة في بأوسرد

في حادثة أخرى، أكد المصدر ذاته، أن قوة كبيرة من قوات ما يسمى بدرك البوليساريو، بقيادة أشخاص نافذين من بينهم : موخة والزوين، شنت هجوما على إحدى العائلات في حي 3 بدائرة أغوينيت بمخيم أوسرد. لم يكن الهدف منها سوى ترويع الأسرة وفرض سطوة القوة.

واقتحمت السيارات مكان تواجد خيمة العائلة المستهدفة في طريقة تفضح ما يقع بالمخيمات من فوضى، واعتدت الميليشيات على النساء بشكل وحشي، ما أدى إلى إصابة إحداهن بكسور في الأسنان، فيما تم نقل أخرى إلى المستشفى إثر إصابات خطيرة في البطن، أما رجال العائلة، فقد اختطفوا تحت جنح الظلام دون أي تفسير سوى استعراض القوة، حسب ما ذكره منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف.

فكيف يمكن الحديث عن الكرامة الإنسانية في مكان يضرب فيه النساء ويختطف فيه الرجال بلا حسيب أو رقيب؟

حرق شاحنة وانتقام بلا حدود

لم تتوقف الفوضى عند هذا الحد، وفقا للفورساتين إذ قامت مجموعة مجهولة بإحراق شاحنة في ملكية تسمى “عائلة أهل الكرشة ” بالرابوني، تقطن العائلة في مخيم أوسرد، يعتقد أن الجريمة جاءت بدافع الانتقام الشخصي، في ظل انهيار الأمن وانتشار منطق تصفية الحسابات بين السكان، حيث صار الناس يأخذون حقوقهم بأيديهم ، وكأنهم في غابة.

ألم يومي وصمت جزائري مخجل

في ظل هذه الأحداث المأساوية، أبرز المصدر ذاته، أن السلطات الجزائرية تواصل صمتها المطبق، تاركة المخيمات رهينة للفوضى التي يديرها قادة البوليساريو ، فبدلا من حماية الصحراويين، تتخلى الجزائر عنهم، وتتركهم عرضة للظلم والقهر، في وقت يتزايد فيه اعتماد ميليشيات البوليساريو على السلاح لتثبيت سيطرتها.

واقع بلا أفق

تعيش ساكنة مخيمات تندوف في بيئة تخلو من الأمن والكرامة، حيث تصبح الحقوق الإنسانية ترفا بعيد المنال، ويعاني الساكنة يوميا من استبداد العصابات واستغلال القيادة لهم لخدمة مصالحها حتى تحولت المخيمات إلى مسرح للفوضى والانتهاكات، ومكان تداس فيه القوانين، ويغض الطرف عن الجرائم، ويبقى المواطن البسيط وحده من يدفع الثمن.

ووفقا للمنتدى فإن الأحداث الأخيرة ليست سوى حلقة أخرى في مسلسل طويل من المعاناة اليومية، في مكان أصبحت فيه الحياة بلا قيمة، وصرخات المظلومين بلا صدى، فإلى متى سيستمر هذا الوضع المأساوي؟ ومتى سيجد سكان المخيمات من يمد إليهم يد العون، لينقذهم من جحيم الفوضى والظلم؟