لا مجال للمزايدة على الاتحاد الاشتراكي

علي الغنبوري

يصر البعض اليوم على الامعان في ضرب الاتحاد الاشتراكي ، و توجيه كل السهام نحوه ، بمنطق مليء بالغل و الحقد اتجاهه، محملين اياه كل ما يقع اليوم داخل الساحة السياسية ، هذا التوجه المريض لا يسلم منه احد داخل الحزب ، فالقيادة و المناضلون ، اصبحوا اهدافا قابلة للقصف في كل لحظة .

للاسف ما لا يريد ان يفهمه هذا البعض ، ان قساوة الممارسة السياسية و سنين النضال الطويلة ، علمت الاتحاديات و الاتحادين ، كيف يضلوا صامدين في وجه الرياح و الاعاصير و الزوابع المفتعلة التي تسعى الى اقتلاعهم من تربة هذا الوطن .

ما يجب ان يفهمه هؤلاء كذلك ، ان الاتحاد الاشتراكي و مناضليه ، ليسوا مدينين لاحد في هذه البلاد ، بل بالعكس هناك جهات متعددة مدينة للاتحاد الاشتراكي و نضاله الطويل ، و التي لولاه لما كانت اليوم حية ترزق و تتنفس، و تطلق العنان لخيالها المنحرف اتجاهه و اتجاه مناضليه .

اين كان هؤلاء عندما انتصب الاتحاد الاشتراكي وحيدا امام الظلم و القمع و الموت و غياهب السجون ؟ و اعطى من لحم و حياة وشباب مناضليه و مناضلاته ، الم يكونوا يتدوددون للطغيان و يتمرغون في حمايته ، الم يساهموا في مسلسل التصفية الجسدية (الشهيد عمر بنجلون نموذجا ) الم يكونوا هم الجلادين و القتلة ؟( المهدي بنبركة ) .

هل نسي هؤلاء البعض كذلك المشاريع المتلاحقة التي انخرطوا بها لضرب الاتحاد الاشتراكي منذ بدايته ؟ و كيف شخذت الاسلحة على تجربته الحكومية برئاسة المرحوم اليوسفي ، و كيف جند الاعلام الذي يدعي اليوم الاستقلالية، لتخريب و افشال التنواب التوافقي ، هل نسي هؤلاء الهستيريا التي اصابتهم عندما اجتمع اليوسفي بعمال و ولاة الاقاليم و الجهات ، و كيف تحولوا الى مخازنية اكثر من المخزن ؟

هل يتذكر هؤلاء الذين يضعون اليوم ايديهم على قلوبهم خوفا على المسار الديمقراطي ، كيف كانوا يكتبون بالبنط العريض، قبل سنة 2007  » الاتحاد الاشتراكي يجب ان يموت  » ، الم تعد لهم شذرات عالقة بعقولهم تذكرهم كيف اصطفوا جميعا كالخراف امام باب الوافد الجديد .

هل لا زال يفتكر هؤلاء البعض ، كيف طموا رؤوسهم في التراب خلال محطة 20 فبراير؟ و كيف اصبح الحداثيون و الديمقراطيون ، ادوات للتطبيل و التهليل للاسلام السياسي ، وكيف باعهم هذا التوجه المتزمت في اول منعطف ، معلنا لهم عن نواياه و توجهاته اللاديمقراطية .

هل يستحضر هؤلاء البعض ، كيف هاجموا الاتحاد الاشتراكي و هو يواجه بكل وضوح و وطنية برامج الاسلام السياسي ، للهيمنة و السطو على البلاد ؟ هل يذكرون كيف جعلوا الاتحاد الاشتراكي معرقلا لتشكيل حكومة الاسلاميين ، و هم يعلمون علم اليقين ان لا المنطق الديمقراطي الذي نهجه الاتحاد و لا طرح تسخان الكتاف الذي كان يريده الاسلاميون ، يجعلان منه معرقلا ، بل حاميا و مدافعا على الوطن .

هل نسي هؤلاء كيف كانوا و لا زالوا ينصبون المشانق للاتحاد على أدنى خطأ ، بينما يغلقون اعينهم و يصمون اذانهم عن الكوارث التي تمر من امامهم و هم يرسمون ابتسامة الخبث على وجوههم .

من المؤكد ان هؤلاء كانوا يظنون ، ان قتل و ذبح الاتحاد الاشتراكي ، كان سيصنع لهم فردوسا مفقودا يعيشون فيه رغد العيش و حلاوة الحياة ، لكنهم يجب ان يقتنعوا اليوم ان الاتحاد الاشتراكي هو اصل الفكرة الديمقراطية في البلاد ، و ان الاتحاد رقم صعب لا يمكن تجاوزه بالسهولة التي خيل لهم انهم قادرون على انجازها .

الاتحاد الاشتراكي اليوم ، يقدم افكاره و رؤاه و تصوراته السياسية ، بدون اي مركب نقص ، و يبسطها بوضوح تام و بدون اي مراوغة او تمويه ، عكس ما يدعيه البعض عملا بمبدأ ، قلبي معك و سيفي مع معاوية ، فالاتحاد اليوم ، يرفض قتل السياسة و رهنها لدى المال و الدين ، و يدعو بكل مسؤولية الى حماية الديمقراطية و الممارسة السياسية التعددية .

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *