لحسن معتصم: المؤسسات الأمنية خط أحمر (1)

لا يروق كثير من عقلاء هذا البلد الحبيب خطاب المزايدات الذي يروجه البعض عبر وسائط التواصل الاجتماعي, سواء المتواجدين خارج التراب الوطني او بعض من يوجد داخل الوطن.
مع كامل الاسف هناك تيار اخد بالتمدد ببلادنا يرى الأسبقية لمصالحه الضيقة على حساب مصلحة العامة ، ينظر الى الاشياء من زاوية معالجته ولا تهمه الزوايا الاخرى، يتسابق للانقظاض على القضايا واستغلالها لعله يربح منها بعض النقاط ويطعن اعداءه وينتقم .
اعتقد ان هذا التوجه باطل مهما كانت مقوماته ودوافعه ومبرراته لاسباب كثيرة من بينها :

اولا: ان المغرب مغرب له هوية وله امتداد وله ثوابت وله خطوط تماس لا يمكن ولن يقبل لاي شخص او جهة أو دولة أو منظمة المساس بها ،هذا المغرب الحبيب صارع من اجله اجدادنا ضد الاستعمار وقبله ضد أعداء سجل التاريخ بمداد من ذهب بطولات المجد والفخر ، كنا إمبراطورية تخشاها الامبراطوريات، ووصلت امتداداتنا الى اقاصي المعمور ، وسرنا على درب الانتصارات في محطات تاريخية بملكيتنا وبمرجعيتنا وبهويتنا. لذلك فإن المغاربة وان إختلفو في مرجعياتهم وافكارهم ، حينما يحسون بتهديد خارجي يتصدون بعزمهم لكل المؤامرات التي تحركها الدول الاعداء ، وخير مثال ما يقع باقاليمنا الجنوبية التي تحركه دولة وحيدة تكن عداء تاريخيا لبلدنا وتسعى لتشتيت شملنا ، ووقف المغاربة احزابا سياسية ونقابات وصحافة ومجتمعا مدنيا ، وقفة رجل واحد ضد هذا العدو الذي يحرك عصابة من المرتزقة ويتهدد امن وسلامة ابناءنا الذين يعيشون بالمناطق الجنوبية ، وبالمناسبة فإن نعت وتوصيف العصابة ليس القصد منه اخوتنا الصحراويين الافاضل الشرفاء فهم من خيرة ابناء هذا الوطن وهم باخلاقهم وثقافتهم لا يظاهيهم احد والكل يشهد لهم بذلك انما هم جماعة من المرتزقة باعوا انفسهم العصابات المتخصصة في الخروب همهم الوحيد الاتجار بالبشر والسلاح يسعون لزعزعة امن المنطقة .

ثانيا: ان هناك من يتلقى دعما خارجيا وتوجيهات من بلدان لها مصالح غير مصالحنا القومية ، فلذلك يبقى خطابهم , ذات مرجعية خارج سوار المرجعية الوطنية. والمشكلة ان المواطنين العاديين ليس بمقدورهم معرفة هؤلاء وتمييز الوطنيين من غيرهم والصادقين من المحتالين والبياعة ، لكن عندما تفتح تحقيقات امنية مع شخوص وهيئات بخصوص التخابر مع دول أجنبية للمس بسلامة الدولة، فان اجهزتنا لها من الدلائل والحجج ما يفيد ذلك ،وخير دليل ما قدمناه لايران حينما تورطت مع كامل الاسف في تدريب افراد من عصابة البوليزاريو، ومدهم بالسلاح والاشراف على تكوينهم ، والامثلة كثيرة. لذلك يجب الحذر في التعاطي مع بعض الخطابات التي تنشر على وسائط التواصل الاجتماعي أو على منصات اليوتوب وعدم الانسياق وراءها والبحث عن طبيعة مروجيها وعن مرجعياتهم وعن نواياهم الحقيقة .

ثالثا انه وان اتفقنا حول قضية وجود اختلالات ووجود فساد بمختلف القطاعات، تسبب في ظلم مس عددا من المواطنين، لكن هذا لايمكن ان يكون وسيلة لابتزاز الدولة اذ هناك أشخاص فعلا تعرضو للظلم من طرف مسؤولين مدنيين او امنيين لكن ليس من قبل الهيئات والمؤسسات، لانه الجميع يعرف ان المافيات والعصابات تتوغل داخل المؤسسات الحكومية ، هذه الظاهرة ليست فقط بالمغرب بل في كل الدول حتى التي توجد في قائمة اللائحة من حيث مسلسل الدمقرطة. باعتقادي بعض الذي يستغلون مشاكلهم الشخصية لاشاعة خطاب الياس والتجريح والضرب في وطنهم ،مختلون عقليا او لديهم نقص او ضعف او ما شابه . فهل يعقل ان يسب ابن امه مهما فعلت فيه علانية؟ فهل يعقل ان يصل بالفرد غضبه من عائلته او والديه امر تخصيص عشرات الاقراص المسجلة للسب والشتم وكشف كل الحقائق الداخلية لبيته؟ هل يصل الامر بدركي او رجل أمن او موظف او سياسي تعرض فعلا لظلم ان يتحالف مع عدونا وينقظ على اخطائنا وهفواتنا ويسخرها لخدمة قضيته الخاصة؟ بل كيف يعقل لصحفي كان الىالامس القريب يعيش بيننا معززا مكرما فلما اختلف مع مرؤوسيه تحول إلى القبلة الآخرى يسب اله وبيته بمجرد انه ظلم فعلا من قبل إدارته ؟.

يتبع

/p>

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *