لقطارني يكتب: العدالة والتنمية والاستغلال الديني

يونس لقطارني

أزمة الاحتقانات والاحتجاجات في المغرب الغير المسبوقة والمنذرة باقتراب نهاية ما يعرف بتجربة “حكومة الإسلاميين” بعد أن فقدت ثقة الشارع وأصبح قادتها موضع نقمة الجماهير الغاضبة باعتبارهم رموزا للفشل والفساد.على حدا سواء وسط معطيات معيشية بالغة القسوة وبلد على حافة الهاوية بديون خالية وفرض ضرائب مالية على الفقير الذي لا يكتسب لديهم اي اهمية سوي ارقام لكسب ثروات طائلة.
الوطن مستباح وخيراته الكثيرة تتعرض للنهب والسرقة والإبتزاز وبأرقام فلكية لا يعلمها إلا الله، وضاع الشعب بين فسادهم وقدسية دينهم المزعوم فقد تفننو في الخداع والتضليل. الزيف دين المخادعين .. و التلون دين المنافقين .. و عدم الثبوت على مبدئ هو دين المتملقين.

منذ عام2011 ونحن في دوامة الحكومة الاسلامية العدالة والتنمية التي لبست ذالك القميص الذي لم يكن ابدا ليصلح لها والتي ضيعت المغرب ومستقبل أجياله القادمة في بؤر صراع ساخنة تتولد فيه في كل يوم كوارت انسانية بل في كل لحظة في طول البلاد وعرضه،سحائب من الحزن ورواسب من الأسى خيم على الأجواء، وهي تعتمد في العزف على وتر المعتقد وتأثيره النفسي على الكثيرين لكسب الدعم ,فى الانتخابات المقبلة، هذه المكابرة المتعالية والغرور و الهمجية , والخلل في فهم المبادئ والمفاهيم الديموقراطية , افقدها توازنها وبوصلتها السياسية . فبدلاً من تطبيق برامجها السياسية , وشعاراتها الدينية التي خطفت عقول الكثير من الاوساط الشعبية والفقيرة , والتي بها اكتسحت الشارع السياسي بنفوذ طاغي دون منافس ، إلا أنها عندما وصلت إلى الحُكم فشلت في تحقيق هذه الشعارات الدينية و ارتكبت كل ما يُعادي الإسلام من الظلم و السرقة و الفساد السياسي و الأخلاقي و الإداري و المالي.

و قد انجرف هذا الحزب الاسلامي الى بريق السلطة والمال والنفوذ , وفقد بصره وبوصلته , وانساق بكل عنفوان الى الفساد المالي والسياسي والاداري , لاشباع وتحقيق اطماعه وانانيته الذاتية , على حساب مصالح الشعب والوطن , فغرقت البلاد بالمشاكل والازمات المضاعفة , وسادت الفوضى العارمة، وتهميش الطبقة المتوسطة والفقيرة , وتناست كلياً احتياجات شعبها , ومصالح المحرومين والمظلومين , في ايجاد طريق الحق والعدل لهم.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *