لماذا إرتفعت إصابات كورونا في الآونة الأخيرة بالمغرب؟

أعلنت وزارة الصحة أمس الأربعاء أن حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا المستجد عادت إلى الارتفاع، بعد تسجيل 776 إصابة جديدة. الطيب حمضي يوضح سبب هذا الارتفاع.

وكشف الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، وعضو اللجنة العلمية، في تصريح لـ”SNRTnews”، أن ارتفاع عدد الإصابات الحالية بكورونا راجع بالإساس إلى تخفيف الإجراءات الاحترازية وفتح الحدود مع باقي الدول، مبرزا أن هذا التطور هو طبيعي وكان متوقعا لأنه كلما كانت الحركة أكثر، كلما ارتفع عدد الإصابات أكثر.

وتابع:” غير أن الأمر الذي ليس طبيعيا، هو تزايد عدد الحالات وعدم احترام الإجراءات الاحترازية، فبالرغم من إتاحة حرية السفر والتنقل، إلا أنه لا ينبغي التراخي والتخلي عن الكمامة والتباعد”، مبرزا أنه بعد التخلي عن احترام المحاذير الصحية تزايد عدد الإصابات والحالات الحرجة، مشددا على أنه بالرغم من تلقيح عدد من المغاربة إلا أن المغرب لم يبلغ المناعة الجماعية بعد.

وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة بأقسام الإنعاش والعناية المركزة المسجلة خلال الـ24 ساعة الأخيرة 34 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 241، منها 10 تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، و144 تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي، حسب بلاغ صادر عن وزارة الصحة.

وأبرز حمضي أنه هناك فئة يتعدى سنها الـ40 سنة وذات أمراض مزمنة امتنعت عن الذهاب لمراكز التلقيح بالرغم من حلول موعد أخد حقنتهم، ما جعلهم معرضين للإصابة بفيروس كورونا لأكثر من مرة، موضحا أن منهم من يتواجد حاليا بمراكز العناية المشددة في حالة حرجة وتحت التنفس الاصطناعي.

وأضاف المتحدث ذاته أن المغرب يعرف انتشار السلالة الكلاسيكية والسلالة البريطانية وكذا السلالة الهندية “دلتا”، مصرحا بأن المغرب اكتشف خلال الأيام الأخيرة حالات جديدة وافدة من الدول التي تم فتح الحدود معها، وتعمل وزارة الصحة حاليا على محاصرة انتشارها، وعزل المخالطين.

وأبرز حمضي أن المتحور البريطاني أصبح أكثر انتشارا من السلالة الكلاسيكية بـ60 في المائة في المغرب، وينضاف إليه السلالة الهندية، التي بدأ المغرب يكتشف حالات حاملة بها، دون أن يكشف عن عدد الحالات المتوفرة حاليا.

وعن سبب تخفيف الإجراءات الاحترازية بالرغم من هذه التوقعات السالفة الذكر، أورد حمضي أن المغرب كان يعمل على التسريع في الحملة الوطنية للتلقيح لإنجاح هذه المبادرة، غير أن عددا من المواطنين لم يتجاوبوا مع هذه الحملة، وامتنعوا عن أخد تلقيحهم، إما بسبب الخوف أو التردد أو الجهل بأهمية التلقيح، مشددا على أن هذه الفئة تشكل نقطة ضعف بالنسبة للمغرب في إنجاح الحملة الوطنية للتلقيح.

وأوصى الخبير المواطنين بتدارك موعد تلقيحهم والالتزام بالإجراءات الاحترازية، محذرا من حدوث انتكاسة وبائية والتراجع عن إجراءات التخفيف، بما فيها إغلاق الحدود من جديد.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *