لماذا يجب ان يرحل أحيزون عن جامعة العاب القوى ؟

علي الغنبوري :

رحيل عبد السلام احيزون عن الجامعة الملكية لالعاب القوى ، لم يعد مطلبا او رجاء ، نتمنى حدوثه ، بل هو ضرورة عاجلة و قصوى لانقاذ رياضة العاب القوى من حالة الافلاس الكلي التي باتت تعيش على وقعها ، في ضل ادارته لدفتها .

فهذه الرياضة التي شكلت على الدوام القاطرة التي تجر الرياضة المغربية الى التألق و السطوع ، بنتائجها المبهرة و بابطالها الاسطوريين ، تحولت الى مصنع للاشباح ، يخاف المرء حتى من الاقتراب اليه .
فرغم كل الامكانيات المادية المرصودة للجهاز الوصي على اللعبة، الا ان السيد احيزون فشل في تدبير هذا القطاع الرياضي الجماهيري ، و عجز عن تطوير اللعبة ببلادنا ، و كرس لتراجع مهول في نتائجها و انتصاراتها ، التي كانت الى وقت قريب محط تقدير و إعجاب من مختلف فعاليات هذه اللعبة على الصعيد الدولي .

فشل احيزون على راس الجامعة الملكية لالعاب القوى ، لا يرتبط فقط بالنتائج ، بل يتعدى ذلك الى البنيات الرياضية للعبة ، التي اصبها التلف و التدمير ، و التي يغيب عن جامعته اي تصور لتأهيلها و الرفع من قدرتها و مضاعفة اعدادها ، و يمتد ايضا الى الموارد البشرية الكفؤة التي يزخر بها المغرب في هذا المجال، و التي تخلو جامعته من اي منها ، حيث هاجر معظمها الى بلدان اخرى استفادت من تجربتهم و خبراتهم و بدأت تحصد النتائج جراء ذلك .

و للمفارقة ايضا ، فكل الابطال المغاربة السابقين و الذين صنعوا امجاد و بطولات هذه اللعبة في مختلف المحافل الدولية ، يغيبون عن اي شكل من الاشكال المؤسساتية للجامعة، بل الانكأ من ذلك ، ففيهم من منع بالقوة من دخول انشطة الجامعة ، و هنا نستحضر ذلك المشهد المذل للبطل الاولمبي الاسطوري و هو يمنع بالقوة من حضور احد الجموع العامة للجامعة الملكية لالعاب القوى ، كما نستحضر كيف تم التخلي بكثير من قلة الاحترام و العبث على البطل الخالد سعيد عويطة من تدريب المنتخب الوطني بعد اسابيع قليلة من تعيينه ، و نستحضر كذلك كيف لبطل ذهبي مثل الكروج ان يرسل ترشيحه لرئاسة الجامعة عبر عون قضائي تحسبا لاي عراقيل متوقعة لعرقلة هذا الترشيح.

التدبير المتشنج و المتعالي للسيد احيزون للجامعة الملكية لالعاب القوى ، كلف هذه الرياضة الشعبية ، كل القابها و نتائجها المبهرة دوليا ، حيث غابت عن منصات التتويج الاولمبي لدورتين متتاليتين ، و لم تستطع ان تحصل خلال اكثر من بطولتين من بطولات العالم لالعاب القوى سوعى على ميدالية فضية واحدة ، اصبحت معها هذه الرياضة و عداؤونا يصنفون ضمن فئة المغمورين دوليا .

بالاضافة الى هذا وذاك ، تبقى قضايا المنشطات التي تتفجر بين لحظة و اخرى ، داخل جسم العاب القوى الوطنية ، من ابرز مظاهر التسيب و العبث التي تطغى على تسير هذه اللعبة ، فالمغرب و عداؤوه اصبحوا محط شبهة دولية ، تسيء لتاريخ و عراقة هذه الرياضة ببلادنا .

الغريب و العجيب كذلك في قصة تدبير احيزون لجامعة العاب القوى ، هو تحولها من رياضة مشعة اعلاميا ، تترصد اخبارها و تفاصيلها كل المنابر الاعلامية الوطنية و الدولية ، الى رياضة مختفية ، لا نكاد نجد لها ذكر في هذه المنابر ،خاصة في ضل الاخفاقات الكبيرة التي تعيش على وقعها .

رحيل احيزون هو ضرورة وطنية يجب ان يقتنع بها الرجل قبل غيره ، فحجم الاخفاقات و الفشل الذي ميز عهده على راس جامعة العاب القوى ، يحثم عليه ترك هذه الرياضة لاهلها و المساهمة في انجاح عملية انتقال سلس تمكنها من استرجاع هيبتها و قوتها الدولية و الوطنية .

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *