قبل الانتخابات، خرجت القيادية في حزب العدالة والتنمية، أمينة ماء العينين، لتوجيه سهام نقدها لقيادة حزبها، متحدثاً عن “الإقصاء” و”التضييق”، ومواجهة المعارضين داخلياً ب”التخوين”.
ودعت ماء العينين في تدوينة لها قيادة “البيجيدي” إلى أن “تنصت للنقد الداخلي وتتعامل معه بتواضع ورغبة حقيقية في المراجعة وعدم تخوين مناضلين”.
وقالت ماء العينين، “يجد المناضلون الصادقون داخل حزب العدالة والتنمية في هذه الفترة حرجا كبيرا في توجيه الانتقاد لاختيارات قيادة الحزب التي لم تتغير كثيرا منذ المؤتمر الوطني إلى اليوم، والسبب هو قرب موعد الانتخابات حتى لا يُفهم من ذلك الرغبة في إضعاف الحزب الذي أنهكته سياسيا توجهات طالما حذّر منها ومن نتائجها عدد مقدر من المناضلات والمناضلين الذين تمت مواجهتهم في أحيان كثيرة بأساليب التضييق والإقصاء، أو حتى التخوين وتوجيه الاتهامات دون الإفصاح عن إرادة حقيقية في المراجعة أو النقد الذاتي أو الإقرار بالأخطاء بمسؤولية وشجاعة، خاصة وأن عروضا صادقة دعت إلى تحمل المسؤولية جماعيا عن كل الأخطاء المرتكبة بهدف تجاوزها إنقاذا للحزب ومشروعه السياسي”.
وأضافت، “يصعب اليوم في خضم معركة الانتخابات تبني خطاب النقد الذاتي، ومن الواجب الاستمرار في التعبئة حول الحزب ودعمه في مواجهة معاول الهدم الخارجية والداخلية- والتي بالمناسبة تتخذ تجليات متعددة وغير نمطية”.
وتابعت البرلمانية، “هذا الصبر والتحمل والثبات دفاعا عن الفكرة الأولى وعن الرهان النضالي هو منهج الكثير من المناضلين غير الراضين عما آلت إليه أوضاع الحزب وحضوره وإشعاعه السياسي والشعبي، لكن جزء من قيادة الحزب-دون تعميم- يجب أن تلتقط الإشارة وتكف عن توزيع “صكوك الغفران” وتنقيط المناضلين والأعضاء كلما هم أحدهم بالتعبير عن رأي”.
وقالت ماء العينين في تدوينتها: “اليوم نسمع تعميمات ترفض الاتسام بالتنسيب والتواضع الفكري والسياسي الذي طالما نادى به الأخ الأمين العام وجزء من القيادة في وجه من يخالفونها الرأي والتقدير السياسي داخل الحزب”.
وأشار ذات المتحدثة إلى أن إعلام الحزب لم يكن محايداً بالنظر الاراء الداخلية للحزب، قاىلةً: “كما أن إعلام الحزب (وللتذكير هو ملك للحزب ) ظل يروج بانحياز كبير لأطروحة واحدة صار اليوم مطلوبا نقدها جديا وهي تتوجه بالجلد لوجهات النظر المخالفة”.
مضيفةً، “بعد المؤتمر الوطني ظل الهجوم موجها لتيار حاول انتقاد توجهات المرحلة بمبرر أن أصحابه لازالوا يعيشون ارتدادات نفسية بعد الفشل في تمكين بنكيران من الولاية الثالثة، ثم انتقلنا إلى مقولة المساهمة في إفشال حكومة العثماني ولو كان النقد بناء وإيجابيا. قبل الانتخابات يواجه كل نقد بالرغبة في ابتزاز القيادة للحصول على التزكيات، وبعد انتهاء التزكيات تم الانتقال لتصريف الغضب بعد عدم نيل التزكيات وأن هدف النقد هو ذاتي ومصلحي، أثناء الحملة الانتخابية نسمع عن “التولي يوم الزحف” وغيرها من المقولات الدينية التي تُستدعى في سياقات تحتاج إلى الكثير من النقاش، بعد الانتخابات قد نسمع عن الرغبة في نيل قسط من الغنيمة إن تحققت نتائج جيدة، أو الشماتة اللاأخلاقية إن كانت النتائج غير مرضية. بعدها سنسمع عن حرب التموقعات التنظيمية في أفق المؤتمر الوطني”.
وتساءلت ماء العينين: ” السؤال الحقيقي: متى تنصت قيادة الحزب للنقد الداخلي وتتعامل معه بتواضع ورغبة حقيقية في المراجعة وعدم تخوين مناضلين أفنوا زهرة شبابهم في مشروع الحزب وتجرعوا الويلات دفاعا عنه ولازالوا ثابتين مصرين على البقاء باقتناع وإيمان؟”.
وتوجهت كلامها إلى قيادة الحزب ط، ” رجاء، احترموا صمت الناس وصبرهم على ما يعلمه البعض وما لا يعلمه الكثيرون، أوقفوا الحروب والدسائس وتنقيط الناس وتبرير ما لا يبرر ودعوا المناضلات والمناضلين يدبرون المرحلة دفاعا عن هذا الحزب الكبير الذي يحاجه الوطن، أنصتوا إلى الانتقادات ولا تعتبروا كل ما يحدث في الأقاليم والجهات معارك شخصية أو مصلحية وأنكم دائما على صواب”.
وتابعت، “تبنوا منهج التجميع وأنصتوا لنبض المناضلين الحقيقين ونبض الشارع فهذا الوطن يحتاج إلى السياسة والسياسيين، ونحن نتابع مهرجان قتل السياسة وقتل المعني وتمييع كل شيء حتى صارت السياسة والترشح للمناصب الانتدابية مهنة من لا مهنة له مما جعل الكثيرين يرفضون الترشح”.
وجاء في تدوينة ماء العينين أيضاً، قولها، “إذا حظي حزب بمناضلين ومناضلات تزيد تجاربهم بداخله عن عشر وعشرين وثلاثين سنة فعلى قيادته أن تفعل كل شيء للحفاظ عليهم بدل التفريط السهل والارتكان إلى التبرير والتسفيه وتأجيل المشاكل السياسية والتنظيمية بتبني منهج المراوحة ومنطق كم من حاجة قضيناها بتركها”.
في الأخير قالت أمينة ماء العينين، “هي دعوة صادقة لمناضلي الحزب وشبابه إلى الثبات والصمود والتمسك بالرهان النضالي الديمقراطي والتشبث بالأمل في التغيير مهما كانت صعوبة المرحلة ودقتها والاتسام بالمبدئية والإيجابية في النقد بهدف البناء والتصويب، فمسار التغيير يحتاج إلى الإيمان والنفس الطويل والكثير من التواضع والقدرة على الاعتراف بالأخطاء وتصحيحها ولنتذكر ما حدث لأحزاب أخرى تعاملت مع النقد بداخلها بنفس المنهجية، ولنعترف أن الخاسر الأول والأخير من انسحاب السياسيين الحقيقيين هو الوطن حيث يخلى السبيل للسطحيين والتافهين والمتسلقين.. لنا موعد…”.