ماروك إيبدو: 2020 سنة كوفيد-19 وفرصة لا محيد عنها للمغرب لتصحيح الوضع اجتماعيا واقتصاديا

كتبت أسبوعية (ماروك إيبدو) أن جائحة كوفيد-19 شكلت الحدث الأبرز على المستوى الوطني منذ مارس 2020، وتعتبر بالنسبة للمغرب “فرصة لا محيد عنها لتصحيح الوضع على المستويين الاقتصادي والاجتماعي بعدما كشفت (الجائحة) عن العديد من الثغرات”.

وأوضحت الأسبوعية في مقال تحت عنوان “2020.. عام كوفيد -19” أن “الأجداد اعتادوا على استدعاء السنوات بالأحداث الهامة التي بصمتها، مثلما هو الشأن بالنسبة ل(عام البون) أو (عام الفيل)”، معتبرة في هذا الصدد أن “سنة 2020 كانت لتحمل من دون شك اسم (عام كورونا أو كوفيد)”.

وفي هذا السياق، طرح كاتب المقال عدة أسئلة من قبيل “هل ستصبح الكمامة شيئا من صميم يومياتنا كأي قطعة لباس آخرى؟، هل ستنتهي الحياة الاجتماعية؟”، قبل أن يجيب أن أقل ما يمكن قوله على كل حال هو أن هناك الكثير من الأشياء التي ستصبح بشكل دائم جزءا من وجود كل واحد منا على المدى الطويل.

واعتبر أن النموذج السوسيو-اقتصادي الذي اعتمده المغرب لأكثر من عشرين عاما “قد استنفذ جدواه” وأن الجائحة كشفت بأن الوقت قد حان فعلا للانخراط في إصلاحات تعود بالنفع على المغاربة.

وتوقف الكاتب في هذا الصدد عند النقاش الوطني الذي كان صاحب الجلالة الملك محمد السادس أطلقه في خطابه السامي بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان في 13 أكتوبر 2017، والذي أكد فيه جلالته على أن المغاربة يحتاجون للتنمية المتوازنة والمنصفة، التي تضمن الكرامة للجميع وتوفر الدخل وفرص الشغل، وخاصة للشباب. كما توقف كاتب المقال عند تنصيب اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي في 12 دجنبر 2019.

وأكدت الصحيفة أيضا على الحاجة “الملحة” لشبكات اجتماعية مستدامة، وخصوصا لتسريع ورش السجل الاجتماعي الموحد الذي تمت المصادقة على مشروع القانون المتعلق به من قبل البرلمان في 16 يونيو المنصرم، بفضل التتبع الشخصي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وذكرت بأن جلالة الملك كان قد أشار لهذا الورش بشكل مباشر في خطابه السامي الذي وجهه للأمة بمناسبة الذكرى الـ19 لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين يوم 29 يوليوز 2018، مضيفة أنه سيتم الشروع رسميا بالعمل بالسجل المذكور في ماي 2024.

واعبتر كاتب المقال أن هناك إمكانية للقيام بالمزيد فقط بالإمكانيات المتاحة الحالية، تماما مثلما أكد ذلك كون المغرب تمكن، بين عشية وضحاها، في بداية الجائحة، من توفير ألف سرير للإنعاش و550 جهاز تنفس اصطناعي وأجهزة للفحص بالأشعة: “فالمسألة في نهاية المطاف مسألة أولويات”.

كما أشار إلى إحداث صندوق محمد السادس للاستثمار الذي “تتمثل مهمته في دعم القطاعات الانتاجية، وتمويل ومواكبة المشاريع الكبرى، في إطار شراكات بين القطاعين العام والخاص في مجالات متنوعة”.

وتوقف المقال أيضا عند تصريحات الكاتب العام لوزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، السيد زهير الشرفي، الذي دعا فيها “بعض المهن” إلى دفع ضرائبها كما يجب من أجل بناء “بلدنا”، مشيرا إلى أنه بدون إصلاح عميق على هذا المستوى، سيظل المغرب يدور في الحلقة نفسها، وسيجد نفسه يغرق في الديون يوما عن يوم.

وفي سياق متصل، قال كاتب المقال إن جائحة كوفيد-19، أتاحت فرصا جديدة، لا سيما في القطاع الصناعي، مبرزا في هذا الصدد أهمية الدور الذي قام به المغرب، حيث أصبح في غضون أسابيع قليلة دولة مصدرة للكمامات، منوها بقرار المملكة يوم 14 يونيو المنصرم إرسال هذه الكمامات على شكل مساعدات لفائدة خمسة عشر دولة إفريقية في إطار مبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لدعم دول وحكومات القارة في مواجهة كوفيد-19.

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم إطلاق العديد من المشاريع، لاسيما من أجل تفادي الاستمرار في استيراد أسرة المستشفيات والطاولات المدرسية في نفس الوقت الذي تمكن فيه المغرب من إنتاج أجهزة التنفس الاصطناعي ومحركات الطائرات.

وخلص كاتب المقال إلى أن “سنة 2020 ستبقى بلا شك سنة مفصلية في تاريخ المغرب، سنة ستقول الأجيال المقبلة من المغاربة ما إذا كانت قد مكنت من وضع بلادهم على الطريق الصحيح أم لا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *