يبدو أن نور الدين بنسودة، الخازن العام للمملكة، يعشق ركوب الامواج السياسية والقفز على الحواجز الادارية، وتقديم رؤوس الناس كقرابين لأصحاب الوقت من الاخوان المتواجدين بسدة الحكم بالرباط وجهات البلاد.
فبنسودة الذي عمر طويلا بالخزينة العامة للمملكة يتحسس رأسه، خوفا من أن تطاله مقصلة الاعفاء او التسريح بإحسان، لذا فالرجل يحاول ان يبقى بعيدا عن الاضواء حتى يضمن لنفسه أيام او شهور معدودة على رأس هذه المؤسسة المالية.
خاصة وأن صورته اهتزت بعد أن اصبحت قضية استفادته من تفويت عقار للدولة في مدينة مراكش، تحت غطاء شركة عقارية، حديث جمعيات حماية المال العام، ونقاشات البرلمان، والرأي العام الوطني والتقارير الديبلوماسية والمنظمات الدولي.
وليخرج من دائرة التساؤلات والاستفسارات التي تؤدي بما لا يدع مجالا للشك، الى إفراغ مكتبه الفاخر، فبنسودة مستعد ليضحي بالكل من أجل بنسودة نفسه.
فبعد الضجة والعربدة التي قام بها الحبيب الشوباني رئيس جهة درعة تافيلالت، ضد خازن مدينة الرشيدية واتهمه بعرقلة عمل مجلسه، وإشتكاه لمسؤوليي حزب العدالة والتنمية الذين كان مطلبهم الاساسي ترحيل الخازن ومعاقبته رغم ان الكل يشهد بجديته وأخلاقه ونزاهته وعمله وفق القوانين والضوابط المعمول بها.
وعوض أن يقف بنسودة الى جانب محمد خطابي الخازن الإقليمي بالرشيدية، وحمايته من الحملة المسعورة التي قادها ضده كل من الحبيب الشوباني وأعضاء حزبه وكتائبهم الإلكترونية. قرر تنقيله إلى مدينة القنيطرة، وتعيين بارمك سرور الذي يشغل منصب الخازن الإقليمي بخنيفرة مكانه.
هذا الاختيار رأى فيه المتتبعون لتدبير الشأن الترابي نوع من المحاباة لحزب العدالة والتنمية، وتضحية بواحد من أطر الخزينة مقابل كسب ود وزراء العدالة والتنمية، وتغليب للمصلحة الحزبية على مصالح البلاد والجهة ماليا.
ويبقى أن نقول ما هكذا تورد الإبل يا بنسودة، فالشوباني وحزبه قالوا في حق العمال والوالي بالجهة ما لم يقل مالك في الخمر، ومع ذلك لم تقدم وزارة الداخلية أبناءها قربانا لحزب المصباح كما فعلت…
يتبع