مراكش .. إطلاق البرنامج الوطني “نسمع” لزرع القوقعات الإلكترونية لفائدة الأطفال الصم

أعطت وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، جميلة المصلي، اليوم الجمعة بمراكش، انطلاقة البرنامج الوطني “نسمع” لزرع القوقعات الإلكترونية لفائدة الأطفال ذوي إعاقة الصمم، وذلك قصد الاستجابة لحاجيات الأطفال في وضعية إعاقة سمعية.

ويستهدف برنامج “نسمع” في مرحلته الأولى أزيد من 800 طفل في وضعية إعاقة سمعية البالغين من العمر 5 سنوات أو أقل، المنحدرون من الأسر الفقيرة لمدة سنتين.

وسيتم تنفيذ مكونات هذا البرنامج بتعاون مع وزارة الصحة ومؤسسة للا أسماء للأطفال الصم، والمستشفى العسكري محمد الخامس التابع لمصلحة الطب العسكري للقوات المسلحة الملكية، والمراكز الاستشفائية الجامعية والجمعيات العاملة في هذا المجال.

وفي كلمة بالمناسبة، أبرزت وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، السيدة جميلة المصلي، أن إطلاق هذا البرنامج يكتسي أهمية بالغة، على اعتبار أنه يهدف إلى حماية الطفولة في وضعية إعاقة الصمم ويواكب أسرهم، مرتكزا على هندسة اجتماعية مبنية على الالتقائية والتكامل.

وأوضحت أن برنامج “نسمع” يهب حياة جديدة للأطفال، وهو استثمار في المواطن، بإنقاذه من إعاقة سترهن مستقبله على المستويات الاجتماعية والمهنية بالخصوص، مشددة على المساهمة الفعالة والانخراط المستمر، كل من موقعه، لإنجاح برنامج “نسمع” الذي سيمكن من الاستجابة لحاجيات هذه الفئة من الأطفال في وضعية إعاقة خلال كل مراحل مسار التكفل.

وخلصت الوزيرة إلى “أن هذا البرنامج، ولبعده الوطني واستهدافه التدريجي للعديد من الأطفال المنحدرين من أسر فقيرة، يتطلب تضافر جهود المراكز الاستشفائية الجامعية لإجراء العمليات، والأطر المختصة في تقويم النطق والتخاطب، وكذا مواكبة ودعم الأسر”.

من جهته، أوضح مدير مؤسسة للا أسماء للأطفال الصم، الحسين الحسيني، أن هذا البرنامج سيستفيد منه 800 طفل ينحدرون من أسر فقيرة من المجتمع، مشيرا إلى أن هذا البرنامج ابتدأ اليوم بالمستشفى الجامعي محمد السادس، وسيتواصل بكل المستشفيات الجامعية بالمملكة وكذا المستشفيات العسكرية.

ونوه الحسيني، في تصريح للصحافة، بجميع الشركاء الذين ساهموا في إخراج هذا البرنامج إلى حيز الوجود، مبرزا الأدوار الطلائعية لمؤسسة للا أسماء للأطفال الصم، خاصة في مجال العناية بصحة الأطفال الصم وتمكينهم من التعليم إسوة بأقرانهم.

من جانبه، أكد مدير المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، السيد لحسن بوخني، أن برنامج “نسمع” سيمكن فئة كبيرة من الأطفال من ذوي الفئات الهشة والاحتياجات الخاصة من الاستفادة من زرع القوقعة الإلكترونية.

وأوضح بوخني، في تصريح مماثل، أن هذا البرنامج يمكن هذه الفئة من خدمات ذات جودة، مذكرا بأن المركز الاستشفائي الجامعي انخرط في مهمة زرع القوقعة الإلكترونية منذ سنة 2007 في إطار البرنامج الوطني للصحة والإعاقة.

وأشار المسؤول الصحي إلى أن هذه التجربة مكنت المستشفى الجامعي من اكتساب خبرة في الميدان، لاسيما على مستوى التشخيص الذي تقوم به الأطقم الطبية خارج أسوار المستشفى الجامعي أو في الجانب الجراحي أو مواكبة ما بعد عملية زرع القوقعة.

من جهته، أكد المدير العام للصحافة، ان الوكالة الشريكة في برنامج “نسمع”، السيد خليل الهاشمي الإدريسي، أن “الوكالة تساهم، بشكل ممنهج، منذ سنتين، في إنجاز هذا البرنامج، الذي يروم تجهيز الأطفال الصم بقوقعات إلكترونية”.

وأضاف الهاشمي الإدريسي، في تصريح مماثل، أن الوكالة ملتزمة بتوفير كافة الوسائل المتعلقة بخطة التواصل لإنجاح هذا الورش، مشددا على أهمية التعبئة الإعلامية والاجتماعية التي ستمكن من مضاعفة عدد المستفيدين وتعميم البرنامج على أوسع النطاق.

ويشمل هذا البرنامج إجراء العملية الجراحية لزرع القوقعة وما يتبعها من علاجات تمريضية، والضبط التقني لملاءمة الجهاز مع القدرات السمعية للطفل، بالإضافة إلى تأمين برنامج حصص للتأهيل الوظيفي من خلال مختصين في تقويم النطق والتخاطب لمدة سنتين على الأقل.

وقد عملت وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة في إطار الشراكة مع مؤسسة للا أسماء للأطفال الصم بدعم هذا البرنامج بمبلغ 10 مليون درهم.

ويتم دعم البرنامج أيضا، في هذه المرحلة، من طرف مؤسسات عمومية من بينها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ووكالة المغرب العربي للأنباء والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.

واستنادا إلى نتائج البحث الوطني الثاني حول الإعاقة، فإن نسبة انتشار الإعاقة على المستوى الوطني هي 6.8 في المئة أي 2.264.672 شخص. وتبلغ نسبة العجز الوظيفي المرتبط بالسمع 22,1 في المئة من مجموع الأشخاص في وضعية إعاقة من متوسطة إلى عميقة جدا.

كما أن 4.6 في المئة من الأشخاص في وضعية إعاقة، الذين يوجدون ضمن الفئة العمرية أقل من 15 سنة يعانون من صعوبات في السمع ( 6780 طفل). خمس هؤلاء الأطفال لهم صمم عميق أي حوالي (1356 طفل).

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *