شكلت إشكالية تمويل جمعيات المجتمع المدني في إفريقيا، محور نقاشات نظمت مساء أمس السبت، وذلك بمناسبة الدورة الأولى من ملتقى الشباب والتنمية (بين 2 و10 يونيو الجاري).
وقد مثل هذا اللقاء عن بعد، الذي يندرج ضمن برمجة الملتقى المنظم من قبل جمعية مجلس دار الشباب رحال بن أحمد وجمعية أصدقاء المدارس ومركز القاضي عياض للتنمية، منصة لمختلف المتدخلين توقفوا من خلالها عند قضية تمويل جمعيات المجتمع المدني على صعيد القارة، مع التركيز بشكل خاص على دور الفاعلين في صياغة الرؤى الاستراتيجية.
وفي هذا الصدد، أكد المشاركون أن المجتمع المدني في إفريقيا يواجه إكراهات مرتبطة، على الخصوص، بتمويل المشاريع وصون الاستقلالية إزاء الدولة والجهات المانحة، مشيرين إلى أن المبادرات الجمعوية في إفريقيا تظل، في أغلب الحالات، رهينة بالدعم المالي لهيئات التعاون الدولي.
وأضافوا أنه في غياب مخططات استراتيجية على المدى الطويل، تجد الجمعيات الإفريقية نفسها مجبرة على ملاءمة مشاريعها مع طلبات العروض المعدة من طرف الجهات المانحة عوض البحث عن ممولين يتقاسمون نفس الأهداف.
وفي هذا السياق، دعا مختلف المتدخلين الجهات المانحة إلى تكييف برامجها مع الأولويات والخصوصيات المحلية للدول الإفريقية، مشيرين إلى “توجه منظمات المجتمع المدني الإفريقية نحو الدعم المالي للدول المتقدمة”.
من جهة أخرى، أوضح المشاركون أن جمعيات المجتمع المدني الإفريقية أضحت، خلال السنوات الأخيرة، قوة كبيرة في الاقتراح والتأطير كما هو الشأن بالنسبة للأحزاب السياسية والنقابات.
وانكب المشاركون أيضا، على استعراض مختلف الإكراهات التي تواجهها الجمعيات الإفريقية، من ضمنها الولوج إلى معلومة إحصائية محينة من شأنها أن تمكن من صياغة مشاريع للتنمية، والصعوبات المتصلة بتنزيل المشاريع، إلى جانب الاختلالات في مجال بعض التشريعات الإفريقية التي قد تمثل “حاجزا” أمام المجتمع المدني في مجال تجسيد وتطوير المشاريع.
وحول أهمية التحول الرقمي، أكدوا أن هذا الأخير أتاح للجمعيات الإفريقية انفتاحا أكبر على الخارج، وتقاسما للتجارب والخبرات، وتقوية للشبكة بين مختلف مكونات المجتمع المدني.
وتضم فقرات الملتقى حلقات نقاش بين شباب من مختلف الميادين والمجالات، والتي تهتم بقضايا التنمية المستدامة البحث العلمي، المجتمع المدني والسياسي، الثقافة والإعلام والهجرة وغيرها.
ويسعى هذا الحدث إلى تبادل التجارب ومناقشة الفرص المتاحة للمساهمة كشباب وفاعلين في إغناء النقاشات الوطنية، والخروج بأفكار وتوصيات بغية الترافع على مجموعة من القضايا التي تهم الشباب في السياسات العمومية.
وتشمل محاور الملتقى “الابتكار والبحث العلمي وقضايا الهجرة” و”المجتمع المدني وقضايا التنمية بإفريقيا” و”المشاركة السياسية للشباب الإفريقي” و”التنمية المستدامة بإفريقيا: الفرص والتحديات”.