معلمة تمنح زوجها كليّتها ليعيش.. فيخطفها الموت في سويعات

لفظت المربية إيناس معيوفي أنفاسها الأخيرة بإحدى المصحات الخاصة متأثرة بجراحها بعد إجراء عملية جراحية لم تمهلها أيام معدودات لتلقى حتفها إلى الرفيق الأعلى بعد أن وهبت حياتها لزوجها و عائلتها الصغيرة.

لقد تبرعت لزوجها بكليتها لتهبه الحياة، لتبث فيه الحياة من جديد لتهبه عمرا جديدا، وتقتص من عمرها لتزيد في عمره، لكنها لا تعرف أن حياتها ليست ملكا لها وحدها،ولكنها وهبت حياتها لزوجها،لا لتثبت للعالم أن الحياة هي التضحية والعطاء ،بل لتثبت لنفسها اولا ولمن احبوها ثانيا أن الحياة دون الآخر ودون العطاء ليس لها معنى، لتثبت لمبادئها ولنا أن أعضاء الجسد دون حب ودون مشاعر لا معنى لها،
فضحّت بنبضها لينبض، وضحت بحياتها ليحيى رفيق دربها ،وهي الان عند الرفيق الأعلى الحيرة والم وحزن نزل خبر وفاتها الصاعقة على افراد أسرتها وكل من سمع بقصتها وقد رثاها احد زملاءها الاستاذ محمد الطاهر سليماني بقوله…

كل الأساطير و الخرافات و قصص العشق و الغرام حدثتنا عن التضحية في سبيل من نحب و الموت من أجل المعشوقين و كنا نقرأها بلهفة و انبهار و قد لا نصدقها لأنها من و حي الخيال و لكني اليوم أقف عاجزا عن الوصف و التعبير أمام قصة زميلتنا إيناس المعيوفي التي تبرعت بكليتها ليحيا زوجها وتموت هي…

ماذا أقول و كيف أصف هذه القصة قد تكون من قصص الف ليلة و ليلة نسيت شهرزاد أن تقصها على شهريار ، امرأة ليست ككل النساء تموت و تحيا الاسرة و تموت و يحيا أب الأولاد ،تموت و تحيا القلوب الغضة …

رحم الله روحا رسمت اسمها بأحرف من ذهب و رحلت لتترك أسرة و زوجا و ذكرى جميلة و درسا في الوفاء و التضحية . رحم الله زميلتنا و رزق زوجها العمر الطويل كي يبقى لفعلها الخلود.
إنا لله وإنا إليه راجعون

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *