مفارقات العرائش و إداراتها العجيبة

في الوقت الذي تصارع الحكومة و الدولة الزمان من أجل تقعيد الخطابات الملكية بشان تعامل الإدارة مع المواطنين و تسهيل ولوجهم إلى خدماتها عبر تنزيل قانون تبسيط المساطر الذي دخل حيز التنفيذ أواسط الشهر الماضي و خلق بوابة وطنية للاطلاع على ما يتطلبه أي قرار إداري لمزيد من شفافيته ، نجد الإدارة في هذه المدينة تجتهد في إصدار القرارات الإدارية لغلق المستودعات دون تعليل و تقطع أرزاق الناس في عز شهر رمضان و في أوج الأزمة الاقتصادية التي فرضتها الجائحة .

لو كنا في دولة أخرى او لو كان مسئولي هذه المدينة يفهمون و يتجاوبون مع التعليمات الملكية التي ما فتئ يخاطب الإدارة و القائمين على شؤون الدولة لمساعدة المواطنين على إنشاء مشاريعهم و مساعدتهم على خلق أنشطة مدرة للدخل و تشغيل الناس ، لكان حري بمسئولي هذه المدينة و القائمين على مصالح الناس ، أن يسارعوا إلى مساعدة مستغلي هذه المستودعات و الاجتماع بهم و شرح ما يعتري ورشاتهم من نقص و تهيئ الظروف لهم و تبسيط المساطر أمامهم للحصول على التراخيص إذا كان الأمر يتوقف عليها علما أنهم يتوفرون على تراخيص مسلمة من الإدارات العمومية و يشتغلون وفق دفتر تحملات و منذ زمن بعيد .

كان حري بمسئولي هذه المدينة أن يشكروا أصحاب هذه المستودعات و الو رشات و يهنئوهم و يمنحهم الجوائز لاجتهادهم في الحفاظ على نشاط المتعاونين في المقلع وتكييف ورشاتهم و اجتهادهم في توريد الآلات اللازمة ليستمر تزود المدينة و المدن المجاورة بالرمال رغم تدهور وضعية المقلع ووصوله إلى مراحله الأخيرة بعد نفاذ مخزون الرمال . كان حري بالمسئولين إن ينتبهوا إلى أن تعاونية أرباب شاحنات نقل الرمال و مواد البناء المشغل الرئيسي بالمدينة لليد العاملة الذي ضل طيلة سنين طويلة يحافظ على مناصب الشغل و في خط تصاعدي و بأعداد هائلة ، في الوقت الذي توقفت فيه كبريات شركات المدينة و أعلنت إفلاسها و على راسها شركة ايماصا و شركة ايفيم و شركة اللكوس الصناعية و مصبرات واد المخازن و جميع الوحدات الإنتاجية العاملة في تصبير السمك و ذهب أصحابها بأموالهم بعيدا عن المدينة ، في حين بقي أرباب الشاحنات داخل هذه التعاونيات يتقاسمون خسائرهم تارة و إرباحهم تارة اخرى لأنهم ببساطة ليس لهم بلد أخر يرحلون له و ليس لهم مورد رزق أخر غير هذا النشاط الذي أقدم مسئولي هذه المدينة على محاربته عبر إغلاق مستودعاتهم بقرارات فجائية و دون سابق إنذار أو أعذار و لا تعليل ، فأي عقلية تنتج هذا العبث في التدبير و أي فهم لمسئولي هذه المدينة للخطب الملكية في مساعدة الناس و دعم أفكارهم و مواكباتهم في إنتاج الثروة و خلق مناصب الشغل و مساعدة على ولوج الشغل و تمكينهم من وسائل الدخل و التخفيف من كل ما من شانه خلق الاحتقان و دفع الناس الى الانتحار بالرمي بأنفسهم عرض البحر و الانتحار.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *