بقلم علي زين
إنّ التناوب بين الحب وإنكاره، وبين المعاناة وإنكارها… يمثّل أكثر السمات البنيوية وأكثرها جوهرية للقلب البشري في كل مكان.
كتب الشاعر البريطاني و. ه. أودين يقول: “حالة الافتتان هي حالة من اليقين” في كتابه كتاب المألوف، ويضيف: “عندما نفتتن لا نؤمن ولا نشك ولا ننكر؛ فنحن نعرف حتى وإن كانت معرفتنا تلك تمثّل خداعًا للذات كما في حالة الافتتان الزائف.”، إذ لا تكون قدرتنا على الافتتان ولا قدرتنا على خداع الذات أعظم منها في الحب، إنّه تلك المنطقة من الخبرة البشرية التي يكون فيها الطريق إلى الحقيقة مليئًا بالعوائق بسبب تلك الغابة من التبريرات، ومن المُحتمل جدًا أن تسيطر علينا أوهامنا اللذيذة تلك. وهنا نجد أن من الصعب دائمًا معرفة ما نريد حقًا، حيث سيكون من العسير علينا التمييز بين الحب والشهوة، ومن الصعب علينا أيضًا عدم الرضوخ لرغبتنا الخطرة لإضفاء المثالية والكمال على أنفسنا، ومن الصعب أيضًا التوفيق بين القُرب المطلوب للحميمية والبُعد النفسي اللازم للرغبة.
فكيف إذًا نعرف أنّنا نحب شخصًا آخر بالفعل؟
هذا هو ما تتطرق إليه الفيلسوفة الأمريكية مارثا نوسباوم في كتابها معرفة الحب: مقالات عن الفلسفة والأدب 1990الذي يُعد بمثابة حقل التجارب الذي طورت فيه نوسباوم الأفكار التي أصبحت بعد عقدٍ من الزمن تمثّل بحثها القاطع عن الذكاء العاطفي، وهي الفيلسوفة الأكثر جاذبية في عصرنا في رأيي.
تكتب نوسباوم في محاولةٍ منها لابتكار نوعٍ جديد من نظريات النقص الذي يشوب الحقيقة القلبية:
إنّنا نخدع أنفسنا بخصوص شعور الحب: بخصوص من؟ وكيف؟ ومتى؟ وهل؟ ونحن مع ذلك نكتشف أيضًا خداع النفس ونصحّحه، فالقوى التي تمثل كُلّاً من الخداع والكشف هنا تظهر متنوعة وقوية: إنها ذلك الخطر الذي لا مثيل له، إنها الحاجة الملحة للحماية والاكتفاء الذاتي، إنها الحاجة المناقضة والعكسية أيضًا للبهجة والاتصال والصلة والمساوية لهم معًا، فأي من هذه العوامل يمكن أن يخدم إما الحقيقة أو الزيف وفق المناسبة، ومن هنا تأتي الصعوبة: فكيف وسط هذا الارتباك (والسعادة والألم) نعرف وجهات نظرنا وجوانب ذاتنا التي نثق بها؟ فأي من الأوصاف لحالة القلب ستكون موثوقة وأيها ستمثل خداعًا للذات؟ فوسط هذا العدد الهائل من الأصوات المتنافرة التي نخاطب بها أنفسنا بخصوص موضوع المصلحة الذاتية الدائمة، نجد أنفسنا نتساءل: أين معيار الحقيقة؟ (وما معنى البحث عن معيار هنا؟ فهل يكون هذا المطلب ذاته أداة لخداع الذات؟).
كانت مارثا نوسباوم تتفكر في رواية ” البحث عن الزمن المفقود” للروائي الفرنسي بروست وتلك الفكرة الرئيسية فيها وهي: الفكر وكيف يُلزمنا بحكمة القلب. وتتأمل طبيعة تلك الخبرات “التي يتم فيها اختراق نسيج التبريرات الذي يستهدف حماية الذات كما لو كنا نستخدم مشرط جرّاح”: “لقد نجح بطل رواية مارسيل بروست في إقناع نفسه عقليًا بأنه لم يعد يحب محبوبته ألبرتين، لكنه اكتشف زيف هذا التبرير فور معرفته خبر موتها، ففي أثناء الصدمة التي سببها ذلك الحزن العميق بداخله يكتسب فجأة المعرفة الأعمق والأقوى بكثير من معرفة الفكر، وهي أنه كان في الواقع يحب ألبرتين.
وفيما يُعد شهادةً لما أكد عليه بروست من أن “نهاية حكمة الكتاب ستكون مجرد البداية لحكمتنا نحن”، تكتب نوسباوم:
“إنّ ما يقوله بروست لنا هو أنّ ذلك النوع من المعرفة القلبية التي نحتاجها في تلك الحالة لا يمكن الحصول عليه من العلوم النفسيّة ولا من أي نوعٍ من أنواع استخدام الفكر على نحوٍ علمي بأي حالٍ من الأحوال، فالمعرفة القلبية يجب أن تأتي من القلب، من آلامه واشتياقه وردود أفعاله الانفعاليّة ووسطها.
فهذا المفهوم لمعرفة الحب يعارض جذريًا بكل تأكيد ذلك العُرف الفكري الخاص بالعقلانية الراسخ منذ أمدٍ بعيد ويمتد من الفيلسوف اليوناني “أفلاطون” إلى الفيلسوف الإنجليزي “لوك” مثل وترٍ هائل من التفكير المنطقي ليخرج لنا نغمةً واحدةً فقط ويصمّ آذاننا عن التعقيد السيمفوني لعالم الانفعالات، فوجهة نظر بروست كانت تدعونا إلى استعادة ذلك الفارق الدقيق المفقود.
وتعود نوسباوم إلى ورطة مارسيل بالإشارة إلى “حقائق الفكر الزائفة”، الفكر الذي فرض بنيةً خادعة، وإحساسًا وهميًا بالنظام على تلك الفوضى من الانفعالات:
“لقد اتضح له من خلال صدمة الفقدان وما صاحبَها من تأجّج للألم، أن نظرياته كانت أشكالًا من التبرير الخادع للذات، وأنها لم تكن فقط خاطئة في وصف حالته، ولكنّها كانت أيضًا أحد المظاهر الداعمة لرد الفعل الذي يهدف إلى إنكار نقاط الضعف لدى الإنسان وسدّها. ويرى بروست أنّ رد الفعل هذا متعمّق بشدة في جميع أنواع الحياة البشرية، ويمكن رؤية الشكل الأساسيّ لرد الفعل المذكور، وأكثر أشكاله انتشارًا في كُل مكان، وفي كل العادات التي تجعلنا نتحمّل الألم الناتج عن معرفة نقاط ضعفنا عن طريق إخفاء الحاجة لها، وإخفاء الخصوصية (وبالتالي قابلية الفقدان)، وإخفاء جميع السِمات المؤلمة للعالم: فهي تجعلنا ببساطة نتعوّد عليها ولا نتأثر بهجماتها.
وعندما نعتاد على تلك السمات فإننا لا نشعر بها، ولا نشتاق إليها بالطريقة ذاتها، فنحن لم نعد نشعر بذلك الألم الشديد الناتج عن عدم قدرتنا على التحكم في تلك السمات أو امتلاكها. لقد استنتج مارسيل أنّه لم يعد يحب ألبرتين، ويرجع أحد أسباب ذلك إلى تعوّده عليها، لقد كان تدقيقه الفكري المنهجي الهادئ من الضعف حتى أنه أزاح تلك “الفتاة الساحرة الراسخة في كيان الإنسان بوجهها الصغير المحفور بتلك القوة في القلب”، والواقع أن ذلك الفكر قد فشل فشلًا ذريعًا في إدراك ذلك الفارق شديد الأهمية بين وجه العادة والوجه الحقيقي للقلب”.
وتتطرّق نوسباوم إلى مسألة اعتمادنا المفرط على فكر العقل لإزالة الغموض عن الحب، وكيف أنّ ذلك الاعتماد الزائد يؤدّي بنا إلى نوعٍ من قِصَر النظر:
“إنّ الوصف الفكري للنفس ينقصه جميع معاني التناسب والعمق والأهمية.. فهذا التحليل للتكلفة وما يعود بالفائدة للقلب-وهو التقييم المشابه الذي يمكن للفكر ذاته القيام به- من المؤكد أن ينقصه الاختلافات والفروق في العمق، وهو ما يشير إليه بروست، وليس فقط تنقصه الاختلافات ولكنّه أيضًا يُعيق إدراكها، إن تحليل التكلفة والفائدة دائمًا ما يكون طريقة لطمأنة النفس، والتحكم فيها بالتظاهر بأنّ جميع الخسائر يمكن تعويضها بتوفير كميات كافية من شيءٍ آخر، وهذه الاستراتيجية الخادعة تُعيق إدراك الحب والاعتراف، بل وتعيق معنى الحب ذاته.
وللتخلّص من هذه العوائق التي تواجه الحقيقة فإننا نحتاج إلى الأداة التي تُعد “الأدق والأقوى والمناسِبة أكثر من غيرها لفهم الحقيقة، ونجد هذه الأداة في المعاناة”.
فبعد نصف قرن من تلك الحُجّة القوية التي قدمتها الفيلسوفة الفرنسية سيمون: في أن للمعاناة قوة كاشفة أعظم من الانضباط الفكري، نجد نوسباوم تتطرق إلى هذا الترياق لمرض خداع الذات بسبب الفكر بالاقتباس المباشر من كتب بروست:
“إنّ الذكاء البشري مهما كانت درجة صفاءه لا يمكنه إدراك مقوماته، و يظل كذلك في الوقت ذاته غير متوقعًا، طالما لم توجد ظاهرة قادرة على عزل تلك المقومات بإخضاعها للمراحل الأولى من الترسيخ، وذلك عبر الحالة المتقلبة لتلك المقومات التي عادةً ما توجد فيها، لقد كنت مخطئًا عندما ظننت أن بإمكاني رؤية ما في قلبي بوضوح، ولكن تلك المعرفة التي لم أكن لأحظى بها حتى من أكثر مدارك العقل ذكاءً حصلت عليها الآن راسخةً لامعةً وغريبةً مثل بلورات الملح، وكل ذلك من خلال رد الفعل المفاجئ للألم.”
ومن العناصر المحورية لهذه الطريقة الخاصة بالبحث عن الحقيقة ما تسميه نوسباوم ب(التخّشب)، وهي “حالة من اليقين والثقة لا يمكن لشيء أن يزحزحنا عنها.” والتخشّب (catalepsis) المشتقة من الكلمة اليونانية katalēptikē مشتقة من الفعل katalambanein الذي يعني “يفهم” “يفهم فهمًا راسخًا”، وتعني أن يكون لدى المرء فهمًا راسخًا للواقع، لكنّنا مع ذلك نجد بطبيعة الحال أن التضاد الضمني يرجع إلى أن الواقع مراوغ بطبيعته، فإما أن يكون الرسوخ الذي يتمتع به ذلك التخشّب خاطئ أو يكون فهمه للواقع خاطئ.
وتعود نوسباوم إلى شخصية مارسيل في رواية بروست وتشير إلى وجهة نظر الفيلسوف اليوناني “زينو” الذي سبق سقراط وهي أننا نكتسب معرفة الحقيقة القلبية من خلال الانطباعات القوية التي تأتي من الواقع مباشرةً:
“إن الانطباع [بأنه يحب ألبرتين] يأتي إلى مارسيل دون أن يطلبه، ودون الإعلان عنه، ودون حتّى القدرة على التحكم فيه.. فالمفاجأة، والتفاصيل الحية، والكثافة النوعية الشديدة، هي كل الخصائص التي تخفيها بانتظام آليات العادات والأعراف، التي تمثل الشكل الأساسي لخداع الذات وإخفاء الذات، ولابد أن ما يتسم بتلك السمات قد هرب من آليات خداع الذات، ولابد أنه أتى من الواقع ذاته.
إننا نلاحظ في النهاية أن الألم ذاته الناتج عن تلك الانطباعات أساسي لطبيعتها الجمودية، إن هدفنا الرئيسي هو إراحة أنفسنا، وتخفيف الألم، وتضميد الجروح، فلابد إذًا أن ما يحمل خاصية الألم قد هرب من تلك الآليات الخاصة بالراحة والإخفاء، ولابد إذًا أنّه أتى من تلك الطبيعة الحقيقة وغير الخفيّة لحالتنا.”
ولكن يوجد احتمال آخر ذات أبعاد أخرى، فتكتب نوسباوم:
“بالنسبة للمؤمن بمذهب الرواقية نجد أن الانطباع الجمودي لا يمثّل ببساطة طريقًا للمعرفة، فهو بالفعل المعرفة، فهو لا يتجاوز ذاته إلى المعرفة، فهو يمثل المعرفة، (إن العلم نظام يتكون من الجمود katalēpseis.) فإذا تتبعنا هذا التشبيه بحذافيره نجد أن معرفتنا للحب الذي نشعر به ليست ثمرة انطباع المعاناة، وهي ثمرة كان من الممكن الحصول عليها من ناحية المبدأ بعيدًا عن المعاناة، بل إن المعاناة ذاتها هي جزء من معرفة الذات، فعندما نستجيب للخسارة بالأمل فإننا نفهم الحب الذي نشعر به، فالحب ليس حقيقة منفصلة تخصنا، ويتم إطلاق العنان لها بالانطباع، فالانطباع يكشف عن الحب عن طريق تشكيل ذلك الحب، فالحب ليس هيكل في القلب في انتظار اكتشافه، فهو مجسد فيه، ويتألف من خبرات المعاناة.
ونجد بالتالي أن مارسيل يعترف بالحب بسبب الانطباع الجمودي فيه، وتوجد عناصر لكلٍ من الاكتشاف والإبداع هنا، على المستويين الخاص والعام، لقد اكتشف حبه لألبرتين وأوجده كذلك، فقد اكتشفه لأن العادة والفكر كانا يعميان مارسيل عن حالة نفسية مستعدة للمعاناة، وكذلك…تحتاج فقط إلى التأثير عليها على نحوٍ طفيفٍ بواسطة عامل محفّز حتى تتحوّل إلى حب، وأوجده لأن الحب الذي يتم إنكاره وكبته بنجاح ليس حبًا بمعنى الكلمة، فعندما كان مشغولًا في إنكار حبه لها لم يكن يحبها مطلقًا، إلا أننا نجد على المستوى العام أن مارسيل يكتشف سمة أساسية ودائمة لهذه الحالة ويحدثها في الوقت ذاته، وهي تحديدًا حاجته للتملك والكمال ورغبته الشديدة في ذلك، وكان ذلك موجودًا أيضًا إلى حدٍ ما قبل خسارته لأن هذه هي طبيعة الحياة البشرية.
لكن مارسيل عندما أنكر الحب وكبته أصبح مكتفيًا ذاتيًا ومغلقًا ومغتربًا عن آدميته على نحوٍ مؤقت، فالألم الذي يشعر به تجاه ألبرتين مكّنه من معرفة تلك الحالة الأساسية والدائمة بأن يكون مثالاً على تلك الحالة، ومثل هذا المثال لم يوجد منذ لحظة، فقبل المعاناة كان يخدع نفسه بالفعل، لأنه كان ينكر السمة البنيوية العامة لآدميته ولأنه كان ينكر ذلك الاستعداد المحدد لروحه للشعور بالحب البائس لألبرتين، لقد كان على شفا هاوية وكان يعتقد أنّه مُحاط بعقلانيته في أمان، ولكن ذلك المثال الذي يقدّمه يوضح لنا كذلك كيف أن إنكار الحب بنجاح يمثّل انقراضًا للحب وموته (مؤقتًا)، وكيف أن خداع الذات يمكن أن يهدف إلى تغيير الذات ويحقق ذلك إلى حدٍ ما.
إنّنا نرى الآن بجلاء كيف أن وصف مارسيل لمعرفة الذات لا يمثّل ندًا بسيطًا لوصف تفكيره ونعرف سبب ذلك، فتلك المعرفة تدلنا على أنّ وصف الفكر كان خاطئًا: خاطئًا بخصوص محتوى حقيقة مارسيل، وخاطئًا بخصوص الطرق المناسبة للحصول على تلك المعرفة، وخاطئًا كذلك بخصوص نوع الخبرة داخل الشخص الذي يعرف والخبرة الخاصة به، كما أنها تدلنا على أن محاولة فهم الحب فكريًا هو طريقة لعدم المعاناة، وليس للحب: أي أنه ند عملي واستراتيجية للهروب.”
لكنّنا بالرغم من ذلك نجد أن فكرة قياس الحب بدرجة المعاناة تبدو إحدى أمراض القلب البشري، فتتساءل نوسباوم: هل يمكن أن يكون الحزن الذي شعر به مارسيل بسبب خسارة ألبرتين دليلاً ليس على الحب أو ليس فقط على الحب على الأقل ولكن على الألم أو الخوف أو مجموعة أخرى من الحالات؟ فتكتب:
“الآن بدأت علاقة مارسيل بعلم معرفة الذات تبدو أكثر تعقيدًا مما كنا نعتقد، لقد قلنا إنّ محاولة فهم الحب فكريًا تمثّل طريقة لتجنّب الحب، وقلنا أنّ الطابع الجمودي يحمل اعترافًا بضعف المرء ونقصه، وهي نهاية لفِرارنا من ذواتنا، ولكن أليست تلك الفكرة برمتها، فكرة تأسيس الحب ومعرفة الحب وفق الانطباعات الجمودية ذاتها، تمثل نوعًا من الهروب من الصراحة مع الآخر ومن جميع كل ما في الحب مما ليس له في الواقع معيار محدد؟ أليست محاولته برمتها تعبيرًا جديدًا وأكثر دقة عن الرغبة الشديدة للتحكم، والحاجة للتملك واليقين وإنكار النقص التي بدورها صفات تميز المشروع الفكري؟ أليس توّاقًا لعلم الحياة؟”
وتشير نوسباوم إلى التناقض بين تبادل العواطف في الحب وعدم تماثل الوله فيه، فمواجهة مارسيل لعواطفه تجاه ألبرتين لا تتطلب على أيّة حال مشاركتها على الإطلاق، ويمكن القيام بتلك المواجهة بوصفها نشاطًا فرديًا بالكامل، فتضيف سباوم:
“إن ما يشعر به مارسيل هو ثغرةٌ أو نقصٌ داخله، جرحًا مفتوحًا، ضربة للقلب، جحيم بداخله، فهل كل ذلك هو بالفعل حب لألبرتين؟
لا سبيل إلى معرفة قلب وعقل الآخر، بل لا سبيل إلى الوصول إليه، إلّا في الأوهام وعمليات الإسقاط التي تمثّل بالفعل عناصر للحياة الخاصة للشخص الذي يعرف وليس للآخر.