ندوة التعاون العربي الصيني تبحث مسؤولية الإعلام في تعزيز التنمية المشتركة في ظل جائحة كورونا

انطلقت، اليوم الثلاثاء، أشغال ندوة افتراضية حول التعاون العربي الصيني في مجال الإعلام لمناقشة مسؤولية الإعلام في تعزيز التنمية العربية الصينية المشتركة في ظل جائحة كورونا.

وتهدف هذه الندوة التي تشكل فضاء للحوار بين العالم العربي وجمهورية الصين الشعبية، إلى تعميق أواصر الصداقة والتعاون والشراكة وتبادل الخبرات بين المؤسسات الإعلامية بكل من البلدان العربية وجمهورية الصين الشعبية، وكذا إلى تشجيع الحوار والتنسيق بين الطرفين في المجالات ذات الصلة.

كما تسعى إلى إبراز دور الإعلام في تعزيز الوعي ودعم تحقيق الأهداف المشتركة المتعلقة بتنفيذ الخريطة الإعلامية للتنمية المستدامة 2030، وذلك تطبيقا للبرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي-الصيني، في شقه المتعلق بالقضايا الإعلامية التنموية.

ويأتي انعقاد هذه الندوة، التي يشارك فيها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ووزراء الإعلام ومسؤولو القطاع في البلدان العربية والصين وإعلاميون، في خضم التداعيات الاستثنائية التي خلفها تفشي فيروس (كوفيد-19) وتأثيرها المباشر على المعاملات الدولية البشرية والتجارية والسياسية، حيث فرض تفشي هذا الوباء على الشعوب اتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير الاحترازية، كالعزل والحجر الصحي والتباعد الاجتماعي وغيرها.

وقال السيد ماجد القصبي، وزير الإعلام بالمملكة العربية السعودية، رئيس الوفد العربي، إن البلدان العربية تنظر إلى الصين كشريك موثوق به في كافة مجالات التعاون، ولاسيما الإعلام لتكريس أهداف مبادرة “الحزام والطريق” التي تمثل نموذجا رائدا للحوار والتعاون المشترك.

وأضاف خلال الجلسة الافتتاحية، التي حضرها السيد شو لين (XU LIN) رئيس مكتب الإعلام بمجلس الدولة بجمهورية الصين الشعبية (وزير الإعلام)، أنه في ظل الظروف الاستثنائية الناجمة عن الأزمة الصحية العالمية، يتعاظم دور الإعلام في تنمية المجتمعات وتوعية الأفراد، مؤكدا أن الإعلام المسؤول جزء من الحلول للتصدي للفيروس وإثبات حقيقي لقيمه الأخلاقية.

من جانبه، أكد الكاتب العام لوزارة الثقافة والشباب والرياضة- قطاع الاتصال- مصطفى التيمي، في ورقة قدمها أمام المشاركين في هذه الندوة، أن التجربة المغربية في مجالات الإعلام والاتصال أضحت في السنوات الأخيرة، على الصعيدين القاري والإقليمي، مرجعا مهما في البناء الديمقراطي والمجتمعي وتطور الرأي العام وانخراطه في مسار التغيير التنموي، وذلك بفضل السياسات التي نهجتها المملكة المغربية للنهوض بقطاع الإعلام بمختلف مكوناته وتعزيز أدواره المجتمعية.

كما أبرز أن المملكة عملت على سن مجموعة من القوانين والتشريعات لمواكبة تطور هذا المجال ، وفق قواعد الانفتاح والحرية في الممارسة الإعلامية الجادة والمسؤولة .

وأضاف خلال الجلسة الأولى للندوة حول موضوع “الإعلام وتعزيز الشراكة العربية الصينية من خلال مبادرة الحزام والطريق”، أن المغرب يحتضن عددا كبيرا من مكاتب وتمثيليات كبريات وسائل الإعلام الدولية ، حيث يتم تقديم كافة التسهيلات لها للقيام بمهامها ، وذلك إيمانا بأدوارها في نقل الأخبار والمعلومات وتعزيز الإشعاع الخارجي للمملكة.

وذكر في هذا الصدد، بأن وسائل الإعلام الصينية تحظى بأهمية كبرى لدى المملكة، حيث تقوم بإنجاز عدد من التغطيات والتقارير الإخبارية والروبورتاجات حول مختلف المواضيع، والتي يكون لها الأثر الكبير في التعريف والتقريب بين الشعبين الصديقين وبين الثقافتين العريقتين المغربية والصينية .

وأكد السيد التيمي أن من شأن تعزيز التعاون بين وسائل الإعلام في البلدين أن “يعطي فرصا أكبر للتبادل الإعلامي بما يسمح بكسر بعض الصور النمطية وتشجيع تدفق الأخبار والمعلومات التي تساهم في إشاعة التعارف والتعاون بين بلداننا”.

وأبرز متدخلون، صينيون وعرب، الدور الهام الذي يضطلع به الإعلام في تعبئة الرأي العام في الدول والمجتمعات وفي تحقيق تفاعل سياسي واقتصادي واجتماعي، مؤكدين أن الإعلام التنموي إعلام هادف وشامل يرمي إلى تحقيق غايات التنمية والنهوض بالمهارات البشرية.

وأكدوا أنه يفترض في الإعلام أن يؤدي وظائفه باعتباره جزءا من المجهود الوطني في تحقيق التنمية، مشيرين إلى أن الإعلام قادر على خلق المناخ الضروري لتجسيد أهداف التنمية الجوهرية في كل مجالاتها.

وسجلوا أن مفهوم التنمية البشرية لا يعتمد فقط على التقدّم الاقتصادي، بل ينبغي أن يركز على النواة الأساسية للفرد والمجتمع والتعامل مع الإنسان كمحور لأي مبادرة تنموية، مؤكدين أنه لا يمكن لوسائل الإعلام العربية والصينية أن تؤدي رسالتها كاملة إلا من خلال الولوج إلى نسيج الحياة العادية لنقل صورة نابضة وحية عن واقع المجتمع العربي والصيني والعمل على تعزيز التقارب والتفاهم بين المواطنين العاديين.

وأضافوا أنه في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها الإنسانية والمتمثلة في الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي جائحة كورونا، فإن الإعلام يضطلع بمسؤولية جسيمة لمواكبة جهود الدول في مواجهة هذا الوباء، إذ أنه مطالب بنقل صورة حقيقية للواقع بكل مهنية وشفافية ومصداقية، وكذا المساهمة في تعزيز قدرات المجتمعات على مواجهة التحديات التي تلم بها، ودعم مسيرة التنمية لتحقيق تطلعات شعوبها.

وتوزعت أشغال الندوة على محورين هما “الإعلام وتعزيز الشراكة العربية من خلال مبادرة الحزام والطريق” حيث ناقش المشاركون استخدام الإعلام في التعريف بإمكانيات التعاون والشراكة بين الدول العربية والصين من خلال مبادرة الحزام والطريق، وأيضا مجالات التعاون بين الدول العربية والصين لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية لجائحة كورونا.

أما المحور الثاني فتطرق لدور الإعلام في دعم خطط التنمية البشرية بين الدول العربية والصين، من خلال موضوعي “رؤية الدول العربية والصين لمفهوم التنمية البشرية ومجالات التعاون المشترك لتحسين مستوى المعيشة لمجتمعاتها بعد جائحة كورونا”، و”تعزيز دور المؤسسات الإعلامية في الدول العربية والصين لتحقيق أهداف التنمية المشتركة العربية الصينية”.

ويشارك المغرب في أشغال الدورة الرابعة لهذه الندوة، التي تعقد بتعاون بين جامعة الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية، بوفد يترأسه السيد مصطفى التيمي الكاتب العام لوزارة الثقافة والشباب والرياضة- قطاع الاتصال، ويضم في عضويته ممثلين عن وكالة المغرب العربي للأنباء والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والمعهد العالي للإعلام والاتصال.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *