نصائح من أخصائية نفسية لتجنب التوتر والعنف في شهر رمضان

هاشتاغ:
تجنب المواجهة أفضل طرق التعامل مع المدمن في هذا الظرف »

مر أزيد من شهر منذ بداية إجراءات الحد من تفشي فيروس “كوفيد 19” في المغرب ومعظم الدول العربية، رافقتها دعوات منظمة الأمم المتحدة من أجل محاربة العنف المنزلي خلال فترة الحجر الصحي، خاصة الموجه منه ضد النساء.

وأعلنت الحكومة المغربية، قبل أسبوع، تمديد حالة الطوارئ الصحية في البلاد، شهراً إضافياً، ليكون المغاربة أمام واقع قضاء أكثر من ثلاثة أسابيع من شهر رمضان المبارك داخل بيوتهم، ما قد ينتج عنه إما تفاقم العنف المنزلي، وإما السيطرة عليه بعد التأقلم مع الوضع.

المدخن اليوم.. إما توتر أو تغير!

تقول أخصائية علم النفس الإكلينيكي، الأردنية فداء محمود أبو الخير، في حديث مع “اليوم 24″، إن العنف والتوتر يكون موجوداً في كل سنة مع شهر رمضان، “وذلك نعاينه من خلال الكثير من الحالات التي تحكي عن نتائج هذا العنف داخل الأسر”.

وتشير أبو الخير إلى أنه كان من المفترض، نشر توجيهات من قبل المختصين، خلال الأيام الماضية، تساعد الناس على التحضير النفسي لقضاء شهر رمضان داخل الحجر الصحي، وكيفية تجنب العصبية التي من المتوقع أن تتفاقم نتائجها المادية والنفسية في ظل هذه الظروف.

وفي شهر رمضان من كل سنة، ينتشر العنف والتوتر في الساعات الأخيرة من كل يوم قبل موعد الإفطار، خاصة من طرف المدمنين أو المدخنين، في ظاهرة يصطلح عليها داخل المغرب بـ”الترمضينة”، التي يغلب على طابع الأشخاص الذين تطالهم العصبية والتوتر والعنف لأبسط الأمور خلال نهار رمضان.

ولكن هذه الحالة النفسية كانت حبيسة الشارع في السنوات السابقة، عكس اليوم، حيث يُحظر التجول نهاراً وليلاً، في عدد من الدول العربية من بينها المغرب، ليجد المدمن نفسه حبيس المنزل طيلة الـ24 ساعة إلا في حال الاضطرار المشروع بقانون حالة الطوارئ الصحية.

فداء محمود أبو الخير، أخصائية علم نفس إكلينيكي بالأردن
وترى الأستاذة في جامعة عمان الأهلية، فداء محمود أبو الخير، أن “الإنسان العصبي بعد فترة طويلة من الحجر والحظر صنفان”، إما سيسهل عليه “التحكم في توتره برمضان، بعدما تأقلم وتكيف مع الوضع، وأدرك كيفية السيطرة عليه دون تفجيره بالعنف”، ما يمنحه فرصة “بداية تغيير حياته إلى الأفضل”.

وإما، تضيف المتحدثة ذاتها، “سيستمر المشكل في شهر رمضان، ويتفاقم مثل كل رمضان”، إذ كان من المفترض “أن يسيطر الإنسان على الوضع منذ بداية الحجر الصحي، ويخفف من حدة عصبيته”.

وتلفت فداء الانتباه إلى أن المشكل يتفاقم، مع الصيام، في صفوف المدخنين، “الذين تحدث لهم عصبية، وتوتر عالي، ومشاكل بسبب أبسط الأمور التي يمكن أن تنتج عنها العديد من المشاكل الأسرية”، ما قد يتسبب بأضرار في ظل هذه الأوضاع، مثل العنف الجسدي الموجه تجاه الأطفال، والزوجات، أو الأزواج، والانفصال، والأمراض النفسية.

التعامل مع المدمن.. نصائح للآباء

كثير من المراهقين مدمني المخدرات، أو المدخنين، كانوا يتسترون ويختفون عن أنظار آبائهم، وأفراد عائلاتهم، عندما يمارسون سلوكاتهم التي قد تكون مرفوضة داخل عدد من الأوساط الأسرية، وكانوا يغتنمون فرصة الخروج إلى الشارع في ليالي رمضان السنوات الماضية، من أجل التدخين المضر بصحة محيطه أو تعاطي أي مادة مرفوضة أمام أسرهم.

لكن رمضان هذا العام مختلف عن سابقه، إذ لا مفر من البيت عقب صيام النهار بعد إعلان حظر التنقل الليلي، بسبب الظرف الاستثنائي الذي تعيشه البلاد، جراء انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

ومن أجل التخفيف من التوتر ونوبات الغضب، وتجنب الأضرار التي قد تحدث إثر هذا الوضع، تنصح الأخصائية في علم النفس فداء محمود أبو الخير، بضبط العوامل التي يمكنها الرفع من حدة الغضب، وتجنب وعدم مواجهة الأبناء أو أفراد العائلة المدمنين خاصة في ظل هذه الظروف.

وتشدد أبو الخير على ضرورة تجنب الآباء للمواجهة خلال هذا الظرف، في التعامل مع الابن المدمن، والحرص على علاجه، مشيرة إلى أن “الخطوة الصحيحة دائماً هي طلب المساعدة من المختصين، الطبيب النفسي والأخصائي النفسي، لأن كل مدمن له طبيعة في شخصيته، وله مشاكل خاصة به، يتم التعامل معه بناء عليها”.

وتصرح الدكتورة، قائلة: “طالما هناك مدمن، ليس المفروض أن يكون مكانه في البيت، المفروض أن يكون في مكان صحي طبي للعلاج”، وإذا تعذر ذلك الآن “فالأفضل عدم المواجهة”.

من أجل علاقة زوجية أفضل داخل الحجر

مظاهر التوتر والغضب والعنف، خلال فترة الحجر الصحي، يمكن أن يظهر أيضاً في العلاقات بين الأزواج، بسبب الاستمرار في الجلوس مدة طويلة تحتت سقف بيت واحد.

تقول أخصائية علم النفس الأردنية، في حديثها مع الموقع، إنه “بعد هذه الفترة الطويلة من الحجر وحظر التجول، سيظهر بناء على شخصية كل واحد من الأزواج، وبناء على السابق من طريقة التعامل، وطريقة حل المشكلات، نوعين من الأسر”.

وتوضح: “إما أن يكون التعامل مع الوضع الحالي إيجابياً”، مشيرة إلى أنه يفترض من الحجر الصحي في الغالب أن “يساعد على تقوية العلاقات الأسرية، وإرساء بداية جديدة للتفهم، والتقبل، والتحاور، وربما التشارك في اتخاذ القرارات”، وإما ستظهر المشاكل أكثر.

وتنصح المتحدثة الأزواج في حال حدوث المآل الثاني بـ”فتح مجال للحوار من جديد، بالتواصل والاستماع”، لافتة الانتباه إلى أنه “على كل واحد من الطرفين محاولة الاستماع لاحتياجات الطرف الثاني وتفهمها، وبالتالي تحديد الهدف من أن يكونا مع بعضهما ويكونا في حالة من السلام والوفاق التي لها متطلباتها”.

وتحذر فداء، من الخطأ الذي يرتكب عادة في العلاقات، بالقول إن “كل واحد ينظر إلى ماذا يجب أن يغير الآخر ماذا في نفسه، في الوقت الذي يجب فيه على كل واحد أن ينظر إلى نفسه والأمور التي يجب أن يغيرها فيها حتى تكون العلاقة ناجحة”.

وتنبه الأستاذة الجامعية في جامعة عمان الأهلية، الأزواج في فترة الحجر الصحي إلى “ضرورة إزالة فكرة أن حل المشاكل هو الانفصال”، لأنه مادامت في البال، تضيف المتحدثة، سيكون الانفصال ولن يكون التفاهم.

كما تنصح بتجنب العتاب المستمر والتجريح، والحفاظ على حدود واضحة في التعامل، مع احترام الخصوصية، والتفاعل الإيجابي والمبادرة الدائمة، مشيرة إلى أن الهدف هو الوصول إلى علاقة صحية سليمة تسودها المودة والألفة.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *