هاجر اوموسى تكتب: في الحاجة الى الشبيبة الاتحادية

هاجر اوموسى
يشكل  الشباب الجزء الاساسي والفاعل داخل المجتمع ، بل هو احد معالم المجتمعات المدنية الحديثة ، فبناء الدولة القوية، مرتبط بمدى احترامها لشبيبتها وجعلها محور سياستها وخططها المجتمعية ، انطلاقا من ايمانها بمبادئ الديموقراطية الحقة المرتكزة على أسس المواطنة  واحترام كرامة المواطن، وايجاد السبل الكفيلة بادماج الشباب داخل هياكلها وتنظيماتها .

وتبقى التنظيمات الشبابية، هي الاليات والاطارات الكفيلة بتأطير وتكوين الشباب ، وجعلهم قادرين على الانخراط في حياة المجتمع ، وتمثيله سياسيا وثقافيا واجتماعيا ، بما يضمن تطوره و تقدمه على كافة المستويات.

ارتبطت التنظيمات الشبابية منذ نشأتها ، بالعمل من أجل والى جانب الشباب ،لما يشكله من قوة في الاقتراع والاقتحام والشجاعة بهدف خلق دينامية في كل القطاعات الملامسة للحياة الشبيبية، و الشبيبات الحزبية كمنظمات سياسية، تشكل لبنة مهمة في تعبئة الشباب وتأطيرهم وتكوينهم وانفتاحهم على المجتمع المدني ،بالاضافةالى مشاركتهم في صنع  القرارات التي تهمهم وتهم وطنهم .

وفي هذا الاطار فان الشبيبة الاتحادية كانت ولا تزال ضمن المنظمات الشبابية السياسية ، التي تراهن على شبابها وعلى تنظيماتها ، من خلال التنشئة على قيم الديموقراطية والاشتراكية  والعدالة الاجتماعية التواقة لبناء مجتمع حداثي ديموقراطي وطني .

لاشك ان الشبيبة الاتحادية هي مدرسة تكوينية لشبابها، فكريا ،اجتماعيا ثقافيا وسياسيا، فهي الجسر التواصلي بين المجتمع المدني والسياسي  ، وهي الرهان الاساسي داخل الحزب،  بحضورها في كل المحطات الاساسية في تاريخ المشروع الديموقراطي الحداثي الوطني والحزبي .

من المؤكد ان المجتمع المغربي ، عرف تطورات اقتصادية واجتماعية وثقافية هائلة ومتسارعة ، جراء الثورة التكنولوجية التي مكنته من الانفتاح على المجتمعات و التجارب الانسانية و الثقافية و السياسية الاخرى ، وهو ما دفع الشبيبة الاتحادية الى مواكبة هذه المتغيرات، حيث أصبح الشباب الاتحادي نموذجا للشباب المغربي الطموح، المقترح،المفكر،المبتكر،المتحرر في افكاره و المتشبت بقناعاته ومبادئه السياسية واخلاقه التي تميزه عن باقي  مكونات المشهد السياسي الشبابي الحالي .

وفي هذا الصدد ، وباعتبار الشباب هو الركن الاساسي لهذا الموضوع فحاجتنا لشباب  متعلم مثقف اكاديميا وسياسيا اصبحت احدى متطلبات المجتمع الحديث ، الذي تشكل السياسة احدى المداخل الاساسية لبنائه وفق تصورات الدولة المدنية .

فقد بات من الاساسي  ان يتحرر الشباب المغربي  من منطق العزل الذاتي والاكتفاء بالتكوين الاكاديمي ، والإنتقال من الدائرة الضيقة كمفعول به إلى الفضاء الواسع للفعل والتفاعل بالإنخراط  والمشاركة ، باعتباره حق وتكليف ورهان وطني، وصنع مستقبل يستقيم  على مكتسبات  ورؤى استشرافية ومستدامة.

ومن هذا المنطلق، فان الشبيبة الاتحادية ، و انطلاقا من تصوراتها و مبادئها و قناعاتها و خطها النضالي المبني على قيم الانفتاح و الاعتدال والديمقراطية والحداثة ، فانها اليوم تشكل ضرورة شبابية ملحة داخل المجتمع ، تمكن من طرح المخارج والحلول و المنافذ الرئيسية لحماية الشباب المغربي ، من كل عناصر البؤس و التطرف و التزمت و اليأس .

حاجة المجتمع و الشباب المغربي اليوم الى الشبيبة الاتحادية و خطابها، هي حاجة الى الحداثة و الى الديمقراطية في صيغتها الوطنية ، ومقارباتها النابعة من عمق المجتمع ، والساعية الى بناء الوطن القوي ، الذي يشكل شبابه دعامته الاساسية والرئيسية ، والمتمسك بقيمه وثوابثه المقدسة .

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *