هاشم اشهبار يرد على أخنوش: المغاربة شعب أصيل


في واحدة من أعجب الخطابات السياسية على الإطلاق، خرج علينا السيد أخنوش في إحدى لقاءاته الحزبية و هو يتوعد المغاربة بإعادة تربيتهم إذا ما فاز بالإنتخابات القادمة ، و قد قال بالحرف « أن من لا يحترم المؤسسات و الملك فنحن سوف نعيد تربيته !!!  » ، هذا التصريح الذي خلق صدمة مذوية و صدى واسعا لدى الرأي العام الوطني، والحقيقة أننا لم نسمع في يوم من الأيام زعيما سياسيا يتوعد شعبه بإعادة تربيته لأي سبب من الأسباب ، بل و حتى أعتى الديكتاتوريين لم يسجل عليهم التاريخ تصريحا فظيعا كهذا ، و الأغرب من هذا هو أن الرجل مقبل على الإنتخابات ، ومثل هذه التصريحات كفيلة بالقضاء على مستقبله السياسي بأكمله ، لكن السيد أخنوش عكس كل الحسابات و التوقعات قالها ، بكل وقاحة و سفالة و وضاعة و ثقة وغباء قالها، و كأننا أمام عسكري فاشيستي أحمق ( للي ممرببش نعاودوا نربيوه) !!!!

للأسف لقد اعادنا السيد أخنوش إلى العصور الوسطى و ما قبلها بمثل هاته التصريحات ، فزعيم الليبراليين و صاحب محطات البنزين و متاجر كارفور و آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية و المحتكر للكثير من السلع و الخدمات و الوزير المتعدد المهمات لم يفهم بعد أن الإختلاف يحتاج إلى الحوار و النقاش و فن تدبير الإختلاف بدل القمع و التربية و العودة مرة أخرى إلى سنوات الرصاص و الجهل و التخلف ، و هذه الدلالات هي أخطر ما في الموضوع ، فهذا الرجل زعيم أكبر حزب ليبيرالي فالمغرب لا يؤمن حتى بأدنى قيم الليبرالية (الإختلاف ، التنافس ، حرية التعبير …) ، لم يفهم بعد أن أمريكا صاحبة أكبر قوة في العالم لم تصل إلى ذروتها إلا بعد تحقيقها لكل شروط الديمقراطية ، و أن التحولات الجيوسياسية التي نشهدها اليوم في منطقتنا العربية خاصة هي نتاج سياسات فاشلة لسياسين من أمثاله ، و أن الملكية في المغرب قائمة باجتماع المغاربة حولها قبل مئات السنين ، و أن نفاقك هذا هو قمة قلة الأدب و التربية ، بالتالي فالمشكلة ليست في تربية المغاربة بقدر ما هي فيك و في أمثالك ممن يمصون دم هذا الوطن و يستتزفون خيراته …
يا سيد أخنوش ، إن المغاربة شعب أصيل ، شعب دين و خير شعب جود و كرامة ، شعب يحب العدل و النور ، شعب يكره الظلم و الجور ، فإن ساءت أحواله على أيامكم، فلا تلم الأيام و لا تلمهم ، فلا عجب في هذا وأنتم فيهم ، و اعلم أن التاريخ عكس القدر ، فإن شاء القدر أن تكون علينا وليا ، فأكيد أن التاريخ يوما ما ، سوف يعدل ييننا و بينكم .

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *