قصيدة شعرية لأحمد المهداوي تحت عنوان « هلالٌ بين جبلين »

_ قصيدة مُهداة إلى روح الأستاذ المجاهد عبد الرحمٰن اليوسفي… بعنوان: « هلالٌ بين جبلين »

بقلم: أحمد المهداوي

« كأنَّه خارج السَّماء
يرسو الهلالُ بين جبلين »
مات شريفاً فوق فراشه

يرنو إلى سيرته الأولى
في سفرٍ دائريَّ الزَّمنْ… مثل النَّدى
نقيَّ الصُّورة
ينسُجُ الصَّباحْ

(2)

« كأنَّه خارج السَّماء
يرسو الهلالُ بين جبلين »
مات شريفاً فوق فراشه

تاركاً أثراً من دمعْ
تاركاً قبساً من روحه
ك(المنارة)
تضيء شطآن البراحْ

(3)

« كأنَّه خارج السَّماء
يرسو الهلالُ بين جبلين »
مات شريفاً فوق فراشه

مثل دربٍ قديمْ
تأوي إلى جواره المضيافِ
أفئدة ذوي القربى،
والغرباءْ
تملؤهُ أصواتُ الحنين، وأصداؤهُ،
وعصافيرُ الصَّباحْ

(4)

« كأنَّه خارج السَّماء
يرسو الهلالُ بين جبلين »
مات شريفاً فوق فراشه

تطفُو ملامحهُ الورديَّة
على وجه الغمر
تطرزُ زهراً من نسجِ خيالها
مع شقشقةِ الصَّباحْ

(5)

« كأنَّه خارج السَّماء
يرسو الهلالُ بين جبلين »
مات شريفاً فوق فراشه

صامتٌ صمت الحُكماء في دجى
(الآغورا)
ما بين شفتيه شيءٌ يُحتضرْ
شيءٌ لهُ تفاصيلُ وردةٍ
زهريَّة اللَّون… شيءٌ من دماءٍ تخضِّبُ الثَّرى
شيءٌ من حكاياتٍ حزينةٍ على ضفَّة الشَّفق
تروي فصولاً من تواريخ الجراحْ

(6)

« كأنَّه خارج السَّماء
يرسو الهلالُ بين جبلين »
مات شريفاً فوق فراشه

يصعدُ نحو الشُّرفات العالية
في إحدى يديه وردةٌ،
وفي الأخرى كلماتُ الرِّفاق
تئنُّ اشتياقاً للصَّباحْ

(7)

« كأنَّه خارج السَّماء
يرسو الهلالُ بين جبلين »
مات شريفاً فوق فراشه

يكتبُ حزن المقهورين تحت السَّماء اللَّامتناهية
يحذوه في الغدِ… الأملْ
يحثُّ المقهورين على النَّبش بحثاً عن الفجرْ
خلف الجبال المسائية،
والتَّل الأسودُ متَّشحٌ بالحزن
ينعيه بالنُّواحْ

(8)

« كأنَّه خارج السَّماء
يرسو الهلالُ بين جبلين »
مات شريفاً فوق فراشه

مُغمضاً عينيه الزِّئبقيتين
يسمعُ في سرِّه
صرير الفجر
يرى النَّدى في مناقير عصافير الصَّباحْ

____________________

_ بقلم: أحمد المهداوي

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *