هل اعتمد حزب « الميزان » على مبدأ القرابة في توزيع التزكيات؟

حسمت لجنة خاصة انبثقت عن اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال وكلفت بالنظر في ترشيحات مدينة فاس، في ملف ، نجل عباس الفاسي، الأمين العام الأسبق للحزب والوزير الأول الأسبق. وقالت المصادر إن اللجنة وافقت على ترشيح الفاسي وكيلا للائحة الحزب بدائرة فاس الشمالية للانتخابات التشريعية القادمة.

وفي فاس الجنوبية، زكت اللجنة التنفيذية للحزب ترشيح البرلماني الحالي علال العمراوي، وكيلا للائحة « الميزان » بدائرة فاس الجنوبية، تبعا للعرف الاستقلالي المعروف والذي يعيد تزكية البرلمانيين السابقين في دوائرهم بشكل آلي.

وكان عبد المجيد الفاسي، صهر نزار البركة، الأمين العام الحالي لحزب الاستقلال، قد أبدى منذ أسابيع، عزمه الترشح في هذه الدائرة التي تقدم على أنها قلعة سابقة للأمين العام السابق. والتحق الفاسي بشباط، حيث عقد إلى جانبه لقاءات تواصلية، وأبدى شباط وأتباعه دعمهم لترشيح لفاسي في هذه الدائرة.

لكن خطوة الفاسي زادت من تعميق التوتر بينه وبين الأمين العام الحالي، إذ اعتبر البركة بأن الفاسي تحالف مع أشد خصومه في حزب الاستقلال. وقررت اللجنة التنفيذية للحزب رفض منح التزكية لشباط للترشح للانتخابات الجماعية، وظل ملف الفاسي، البرلماني الحالي عن لائحة الشباب، معلقا، إلى أن حسمت فيه لجنة خاصة وسط نقاش حاد، انتهى أخيرا بالموافقة على ترشيحه في دائرة سيواجه فيها صعوبات كبيرة، قد تنتهي به إلى السقوط المدوي، إذا ما تأكدت التزكية رسميا.

فالحزب، على الصعيد التنظيمي، يعاني تشتتا كبيرا يصعب أن ينجح نجل الفاسي في توحيد الصفوف. وقد يزيد استبعاد ترشيحات أقطاب هذه « التيارات » من التشتت التنظيمي، وقد يسيء ذلك إلى حملة الفاسي.

ومن الصعب أن يشارك شباط في دعم حملة الفاسي في هذه الدائرة بنفس الانخراط الذي عبر عنه في البداية، بالنظر إلى رفضه تزكيته للانتخابات الجماعية، وما تبع ذلك من محاولات للأمين العام الإساءة إلى تجربته ووولايته السابقة كأمين عام، في مختلف التصريحات والمحافل.

ولم يسبق للفاسي أن حضر إلى مدينة فاس، كما لم يسبق له أن خبر دروبها وأزقتها، ولم يسبق له أن سار في أحيائها الشعبية، وجلس إلى سكانها، واستمع إلى مشاكلهم، وواكب تطلعاتهم. ولم يسبق له أن ترافع عن هموم الساكنة في البرلمان. وسيكون من الصعب عليه أن يسقط من الأحياء الراقية بالرباط ليترشح في أحياء شعبية بمدينة فاس، ويحصد أصوات الساكنة.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *