هل تحول حسن نجمي لأداة لانتقام بنعبد الله من الاتحاد الاشتراكي؟

ام ايمن

و حيث أن في السياسة لا إيمان مطلقا بالصدف، و حيث أننا حين نعرف السبب يبطل العجب ، و حيث أن لا إهانة ممكنة لذكاء الإتحاديين ، مهما اختلفت رؤيتهم ، فإنه لمن الواضح و الجلي أن زعيم حزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله ، هو من يقف وراء تضليل حسن النجمي و دفعه للإستقالة من المكتب السياسي لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية ، ساعيا بذلك لزرع بذور التفرقة بين الإخوة الإتحاديين ، إنتقاما لكرامته، بعد التحاق الكتابة الجهوية لمراكش-آسفي و الكتابة الإقليمية لحزب التقدم والاشتراكية، متبوعا بعدة أشهر قليلة بالمكتب المحلي لحزب الكتاب بجيليز-مراكش بصفوف حزب الوردة، تاركين فراغا تنظيميا مهولا لم يستطع حزب بنعبد الله أن يتجاوزه.

اعتراف حسن النجمي على الهواء مباشرة خلال ندوة تفاعلية نظمها المركز الأوروبي للإعلام الحر، بأن قياديا في اليسار قد هاتفه صباح ذلك اليوم ، فاستشاره في ترشيح بابن احمد ، يقودنا نحو أسئلة ملحة تطرح نفسها :

– هل كان بنعبد الله على علم بعدم رضى حسن النجمي ، عن بعض القرارات التنظيمية الداخلية التي أخذها المكتب السياسي لحزب الوردة حين تواصل معه هاتفيا ؟

– هل كان نبيل بنعبد الله هو من يقف وراء استدعاء حسن النجمي لندوة عن بعد تتناول موضوعا يصب « بالصدفة » في ما يشغل بال القيادي الإتحادي؟

– أليس التواصل بقيادي بحزب منافس لا تربطه به أية صلة ، تكريس لثقافة التضليل التي انتهجها نبيل بنعبد الله ، منذ زمن ، فيما يخص حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية،الذي لطالما شكل غصة في حلقه؟

– أليس هذا تخطيطا و تنفيذا مكيافيليا هدفه بالأساس، ضرب حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية في قلب مكتبه السياسي عبر زرع بذور الفتنة و إذكاء نيران الحقد عبر التضليل.

الكل يتفق على أن هذه الممارسات المبتذلة التي ينهجها زعيم الحزب الشيوعي المغربي سابقا ، هي طريقته الإعتيادية لضرب منافسيه ، خاصة أولئك الذين لا يستطيع بدأ أمام الإنحناء لهم ، نظرا للرمزية التي يمثلونها و للوزن السياسي الهام الذي يشكلونه في الساحة السياسية المغربية .

هذا و قد نظم نفس المركز ندوة تفاعلية عن بعد في اليوم التالي لإستضافة حسن النجمي ، حيث تم استدعاء مناضلة إتحادية ملتحقة حديثا بالحزب ، بعد استقالتها من منصبها ككاتبة محلية لفرع حزب التقدم و الإشتراكية بجيليز-مراكش ، و التي أثارت ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي .

و في حين كانت استضافتها غير « مقررة »، فقد إستماتت في الدفاع عن حزب الوردة مبرزة المشاكل التنظيمية العويصة التي يعيشها حزب الكتاب بمراكش ، كجواب على أسئلة متعلقة بالترحال السياسي ، كان يراد لها أن تكون مستفزة لكنها فتحت المجال أمامها للإنكباب على المحسوبية و الزبونية التي كانت شاهدة عليها ، إذ عايشتها بحزب الكتاب .

وقد تم صباح اليوم الموالي ، حذف الندوة من صفحة المركز الإعلامي السالف الذكر .

فهل هذه أيضا صدفة ؟

لطالما التزم حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية بالحياد فيما يتعلق بالمشاكل الداخلية التي تعيشها كل الأحزاب ، لكنه لطالما تعرض لمحاولات ضربه في عمق توجهاته الرامية إلى احتضان كل القوى اليسارية التي ترغب بالإنضمام إليه ، دون حثها أو دفعها لذلك.

إنه لمن المؤسف أن يكون قيادي بحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية على هذه الدرجة الكبيرة من السذاجة ، إذ ظن و لو لوهلة أن تواصل نبيل بنعبد الله معه في وقت « حرج » هو من قبيل الصدفة ، لكنها ضريبة النقاء و الصفاء ، و دليل على انعدام الخبث و صدق النية ، في انتظار مراجعة الموقف و تصحيح المسار.

فالبيت بيته و الإنتماء إنتماء للفكرة بعيدا عن المطامح الشخصية ، و للحزب قنوات داخلية تواصلية لم توصد قط أمام مناضليه.

أما فيما يتعلق بترشح إبن الكاتب الأول على رأس اللائحة المحلية لدائرة اليوسفية ، فهو ترشح نابع من انتخاب الفرع المحلي للحزب له، و إيمانه بحظوظه فيه، و إذ أن لا قانون و لا تشريع يمنع مواطنا مغربيا من الترشح للانتخابات المحلية على أساس قرابته من زعيم الحزب الذي ينتمي إليه، و حيث أن قريبا لنبيل بنعبد الله ، يحمل نسبه ، هو الكاتب المحلي لفرع حزب التقدم والاشتراكية ، بدائرة اليوسفية ، و له النية في قيادة لائحتها محليا ، فإن كل ما كتب من مقالات في هذا الإطار ، هو مجرد تسخينات إنتخابية ، و محاولات بئيسة للضرب تحت الحزام، لا يتم الإلتفات لها و لا إعتبارها من الأساس.

و لمن يظن واهما ، أن حزب الإتحاد الإشتراكي مطية سهلة … فليعد التفكير.

و لمن يظن أن تصدير مشاكله الداخلية الحزبية و مرارة الهزائم السياسية و الصفعات التي تلقاها ، يمكن أن تسقط على حزب عتيد بمناضليه و قياداته … فقد أخطأ الهدف .

و كما يقول الإتحاديون و هم ينظرون بتحد و عزيمة لكل من تجاوز حدوده :

آ سي … الإتحاد هذا !

و سيبقى !

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *