هل فقد المغاربة ثقتهم في حزب العدالة والتنمية؟

يعيش مرشحو العدالة والتنمية، أوقاتا عصيبة مع الناس، في الانتخابات الحالية، أسوأ أو أفضل تجسيد لها ماوقع لوزير الاتصال السابق والناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي في سيدي بنور حيث يترشح هاربا من كل تركته الحكومية مع المجال الإعلامي محاولا الظهور بمظهر من لم يسبق له أن خاض أي تجربة حكومية أو سياسية أو انتخابية لحد الآن.

رواد مقهى معروف في سيدي بنور، وبعد أن أعياهم صراخ مصطفى الخلفي فيهم قرروا أن يغادروا ذلك المقهى تاركين له الجمل بما حمل، وتاركين له الفرصة لكي يقول مايريد لأنهم وعوض أن يصدقوا كلامه ومايقول صدقوا أعماله ومافعله أيام كان وزيرا، بل أيام كان ناطقا رسميا باسم الحكومة يبرر لبن كيران القرارات اللاشعبية التي اتخذها

الخلفي في هاته الحكاية مجرد نموذج صغير وتافه فقط لعدد كبير من الطموحين أكثر من القياس، الذين يفهمون أن الفرصة مؤاتية وأن الموجة القادمة تسنح لهم بالركوب فيركبون.

الرجل كان صحافيا من الصنف المتوسط، وجد من بين الصحافيين من يسهل له مهمة العبور إلى أن أصبح وزيرا للصحافة كلها، قرر ذات يوم دفاتر للتحملات في التلفزيون يريد بها أن يتحكم غي البث كله. وحاول أن يحاصر كل الوسائل الإعلامية المغربية التي لاتروق له، وفعل المستحيل لكي يصبح الآمر الناهي في المجال.

تبعه أناس معرفون بالكنية والإسم والصفة، فيهم من يشغل مناصب في إدارات عمومية تمول بمال المغاربة، وفيهم المستقلون أو الذين يقولون عن أنفسهم إنهم مستقلون، فهموا أنه بوابتهم نحو اغتناء في اللحظة التي تسمى أرذل العمر أي الشيخوخة.

يعدهم اليوم مصطفى الخلفي إنه عائد رفقة حزبه لإكمال كما شرعوا فيه ذات يوم: الإجهاز على الصحافة المستقلة الحقيقية وتمكين المتعاطفين من المكان كله.
يكاد من يشكون في كل شيء أن يصدقوا، لكن الدورة المغربية تقول للجميع إن هذا النموذج، وهو مجرد نموذج صغير تم اختياره لإعطاء المثال به، دليل على أن المغاربة ملزمون يوم الأربعاء القادم بحسن الاختيار لئلا يتيحوا لهؤلاء الراغبين في التسلق المنتحلين لصفات غير صفاتهم أن يعبروا على ظهر الشعب إلى مناصب هم ليسوا أهلا لها.

نتحدث هنا عن نموذج خبرناه عن قرب يوم كان يقول لنا إنه ينتمي للميدان، ثم خبرناه جيدا يوم اعتقد أنه « قطع الواد ونشفو رجليه » لذلك نختاره لإعطائه دليلا على أن ثقة المغاربة يوم الأربعاء القادم يجب أن تذهب لمستحقيها الفعليين، لا لمن يريد فقط امتطاء الناس من أجل الوصول على ظهورهم إلى المناصب والمكاسب..

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *