هل يتحوف رئيس سبتة المحتلة من التوجس المغربي؟

دعا رئيس الحكومة المحلية في سبتة، خوان فيفاس، أمس الجمعة، كل المكونات السياسية والمجتمعية بالمدينة إلى « التوافق » من أجل « المرحلة الانتقالية » المقبلة، في ظل الأزمة التي تعيشها المنطقة ذاتية الحكم نتيجة مجموعة من الإجراءات التي اتخذها المغرب وبعد أشهر من أزمة الهجرة غير النظامية التي عاشتها في ماي الماضي، مبرزا أن المدينة تحتاج ل »علاقات جيدة » مع الرباط، لكنها في أمس الحاجة أيضا إلى تنشيط حضور الدولة الإسبانية في عدة مجالات بما في ذلك المجال العسكري.

واستغل المسؤول الإسباني حديثه بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لصياغة الدستور، للتذكير بأن « سبتة جزء من التراب الإسباني »، وأن النصوص الدستورية لسنة 1978 « تُلزمنا بالدفاع عن سيادة إسبانيا وسلامة أقاليمها »، في إشارة إلى المطالب المغربية بالسيادة على المدينة باعتبارها أراضٍ محتلة، وأيضا نتيجة « التهديد » الذي حمله وصول أكثر من 10 آلاف مهاجر غير نظامي من الجانب المغربي من الحدود قبل نحو 7 أشهر.

وشدد فيفاس على ضرورة التنسيق بين الحكومة المحلية والحكومة المركزية من أجل صياغة خطة استراتيجية للمستقبل « بأكبر قدر ممكن من الإجماع » داعيا قوى المدينة إلى « الحوار والتوافق » من أجل « اختيار الطريق الصحيح » بما يخدم المصلحة العامة والتعايش ويواجه « الإهانات والديماغوجية »، مبرزا أن ما حدث في ماي كان اختيارا صعبا وتحدٍ غير مسبوق « طغى على قدراتنا، ومثل خرقا للحدود الإسبانية والأوروبية وزعزعة لاستقرار سبتة »، على حد تعبيره.

ووفق رئيس المدينة ذات الحكم الذاتي فإن خارطة الطريق المستقبلية الخاصة بسبتة يجب أن تركز على خمس أولويات تُلخص في تنشيط حضور الدولة في مجالات الدفاع والتعليم والصحة والعدل وفي ضمان الإمدادات الأساسية للمدينة وتحديدا الماء والكهرباء والاتصالات »، مجددة الدعوة لإسبانيا والاتحاد الأوروبي من أجل مراجعة وضع المدينة في إطار نظام « شنغن » والاتحاد الجمركي باعتبارها إلى جانب مليلية، « الحدود البرية الوحيدة المشتركة بين إفريقيا وأوروبا ».

ورغم محاولته تجنب ذكر اسم المغرب خلال كلمته، في محاولة لتفادي المزيد من التصعيد مع الرباط، إلا أن فيفاس أورد أن سبتة تحتاج إلى « استراتيجية تقوم على حضور أكبر لإسبانيا وأوروبا، وأيضا على علاقات جيدة مع المغرب تقوم على الاحترام المتبادل والمصداقية، حتى تعمل الحدود البرية بطريقة انسيابية وآمنة، وحتى يتعزز نشاط السياحة والتجارة والخدمات على كلا الجانبين ».

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *