من يريد إلباس التعاضدية العامة جلبابا و لحية؟

أ.ن
يبدو ان قدر التعاضدية العامة للموظفين هو الحرب على كل الجبهات للحفاظ على مؤسستها من الانحرافات و الاجندات المشبوهة التي تهدف الى ضرب و تفتيت نموذجها التسيري الجديد ، الذي انتشلها من قاع الفساد و الافلاس.

حرب التعاضدية العامة اليوم ، تتجلى في معركة حقيقية ضد اجندة سياسية ، يسعى اصحابها الى تكريس نهج استبدادي استفرادي يرفض اي تطور و تغير ايجابي ، يقوده من يخالفهم الرأي ، و من يهدف الى تمكين ابناء الشعب المغربي من حقوقهم بدون توظيف سياسي او ديني .

التعاضدية العامة التي تعمل اليوم على جعل خدماتها حقا من حقوق منخرطيها ، لا يستجدون احدا للحصول عليه ، و لا يطالبهم احد برد الدين سياسيا و انتخابيا مقابله ، اصبحت موضوع استهداف كبير ، من طرف حزب سياسي « ديني » ، يريد ان يركعها و يدخلها الى بيت الطاعة ، لالباسها تشادورا و لحية مصطنعة .

استهداف السيد يتيم للتعاضدية العامة ، لم يعد مرتبط بوزير يحاول ان يعالج اختلالات او يحارب فساد مزعوم ، بل تحول هذا الاستهداف الى حالة هستيرية مرضية ، تريد باي شكل من الاشكال اسقاط نموذجها التدبيري المخالف لعقيدته و لتوجهه السياسي الديني .

السيد يتيم و المحيطين به ، و هم يطلقون الرصاص في الهواء على التعاضدية العامة ، بتسريب قصة محبوكة ، عن قرار وهمي بحل اجهزتها ، ابانوا عن جهل عميق بالقوانين التي تؤطر هذه الخطوة المعقدة و العصية على التنفيذ ، في ضل غياب اي مبرر او شرط قانوني يسمح بذلك ، كما اظهروا عقما كبيرا في التفكير الجيد لضرب هذه المؤسسة ، و اثبتوا للجميع حجم الارتباك الذي باتو يتخبطون فيه في ظل النجاحات التي تحققها التعاضدية .

هذا الاستهداف غير المبرر للتعاضدية من طرف السيد يتيم و جماعته ، يكشف عن نوايا حقيقية في التدمير و الوأد الذي يسيطر على هذا التوجه السياسي « الديني » اتجاه كل النماذج الناجحة اجتماعيا و خدماتيا .

السيد يتيم و هو يتفنن في  » قليان السم  » للتعاضدية العامة « هذا هو جهدو » بمبررات واهية و وهمية لا توجد الا في راسه و راس من يحيط به ، نسي المثل الشعبي  » شوف حدبتك قبل ما تشوف حدبت الناس » ، فاذا كان لا بد لشيء ان يحاسب و ان يزول ، فهو الوزير يتيم نفسه ، الذي فشل في تدبير ابسط الملفات داخل وزارة التشغيل ،و الذي شغلت فضائحه على راس هذه الوزارة حتى العجائز في البيوت .

الوزير يتيم مول فضيحة  » المدلكة « ، يريد اليوم ان يحارب  » الفساد » المتجلي في قدرة التعاضدية و لاول مرة على تحقيق الفائض المالي في ميزانيتها و مقدراتها المالية ، و على خدماتها التي شملت الجميع بدون استثناء ، و على جودة عروضها الاجتماعية المبهرة ، و على خروجها من دائرة الافلاس و الشلل الى دائرة الامان و الفعل المتبصر .

السيد يتيم الذي كان يريد من التعاضدية ان تصبح دجاجة تبيض ذهبا له و لاتباع جماعته ،اصبح يستعين بكل الخرطوش  » المغشوش » الموجود في سراديب حزبه ، لنسف مشروعها التدبيري و التسيري الناجح ، انطلاقا من قناعة اساسية لديه  » يا تكون معانا يا ما تكونش » .

ما يجب ان يفهمه السيد يتيم ، ان قطار التعاضدية العامة ، قد انطلق على قواعد متينة و صلبة يصعب اقتلاعها ، و ان هذا القطار يسير بسرعة قادرة على ازاحة كل الشوائب و العراقيل التي توضع في سكته ، فالتعاضدية العامة و مسؤوليها ، لم يتركوا لهم وقتا للمتع و التديليك و مشاهدة صور  » الحريم العارية » ، بل اختارو العمل من اجل جعل ما تقدمه التعاضدية من خدمات ملكا للجميع بدون استتناء و بدون مقابل ، و خاصة المقابل السياسي، الذي يجعله السيد يتيم و جماعته هدفا لاي عمل يقومون به .

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *