والدة عمر الراضي تكتب عن ابنها : أعرفك طائرا حرا لا يستطيع الآن التغريد والصدح في الفضاء الحر

والدة عمر الراضي تكتب عن ابنها : أعرفك طائرا حرا لا يستطيع الآن التغريد والصدح في الفضاء الحر.

صباح الخير ليومك الثالث أيها الغالي،
إبني،حبيبي الغالي،

كم أنا فخورة بك بقدر ما أنا حزينة،

حزينة لأني أعرفك طائرا حرا لا يستطيع الآن التغريد والصدح في الفضاء الحر.

حزينة وأنت الآن في زنزانتك وحيدا لليلتك الثالثة، نفتقد قفشاتك وابتساماتك ، يفتقدك عودك الذي لم يعد يرنم وقيثارتك التي سكتت وانزوت في ركن تنتظر أناملك الرقيقة والحنونة.

حزينة لأني افتقدت سماع كلمة  » ماماتي » التي تناديني بها بكل حنو وتربث على كتفي بلمسات خفيفة لتحضنني وتعاتبني قائلا: » يجب أن ترتاحي، لا تعملي كثيرا ماماتي » ،

ولدي الغالي الحنون…آه كم أفتقدك.
فخورة لأني أرى بأنني لست الوحيدة التي تعشقك وتعزك فالكثيرون يحترمونك ويقدرونك.

فخورة لما أراه من التضامن والتآزر بين أصدقاءك وأقرباءك وكل من سمع بك وبأعماله.

هاتفي لا يتوقف عن الرنين وعن التوصل بالرسائل القصيرةمن كل الناس الذين حركهم سجنك.

وأنا أكتب هذه الكلمات يخطر في بالي المعانات والمرارة التي تحس بها أمهات المعتقلين. المرارة والغصة التي تقف في الحلق وتجثم على الصدر وتمنعه من التنفس .

الأمهات سجينات كما أبنائهن وأكثر في غياب أي تواصل أو معلومات تشفي الخاطر.

رجائي أن يعود لي ابني حرا طليقا. فلا حياة لي بدون عمر.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *