وداعا سلامة كيلة .. المناضل اليساري والمثقف الفلسطيني

رحل المفكر الفلسطيني سلامة كيلة (63 عاما)، اليوم الثلاثاء، في عمّان بعد سنوات صارع فيها مرض السرطان، وبعد أن تدهورت حالته الصحية صباح اليوم ونقل على أثرها للمستشفى ليعلن الأطباء وفاته.

وحتى اللحظة لم يحدد مكان دفن جثمان كيلة، فيما علم “عرب 48” أن أقاربه يسعون لدفنه في مسقط رأسه فلسطين.

ورحل كيلة بعد أيام معدودة من نشر آخر مقال له في “العربي الجديد” بعنوان “في الموقف من الاستبداد”، الذي يبدو الآن وكأنه وصية، هاجم فيه للمفارقة النخب قبل الاستبداد، ولخص فيها مشكلة الثورة والتحول في البلدان العربية.

إذ كتب كيلة: على “النخب” أن تلمس وضع الشعب “الجديد”، أي الذي نهبته هذه النظم، وأن تؤسس سياساتها على ضوء الوضع الجديد. لكنها اكتفت بالردح ضد الاستبداد، وقد أصرَّت على عدم رؤية وضع الشعب، ربما لأنها تعرف أن انحيازه للنظم هو الذي همّشها، من دون أن تفهم سبب ذلك، وما عليها فهمه لكي تلاقي الشعب من جديد. بدل ذلك، كان الردح ضد الاستبداد هو منطقها. لكن.. ماذا يفيد الردح هنا؟
ولد كيلة في بلدة بير زيت في الضفة الغربية في العام 1955, وحصل على البكالوريوس في العلوم السياسية من كلية القانون والسياسة في جامعة بغداد عام 1979, لينتقل للعيش في سورية في العام 1981.

وقد اشتهر كيلة في العقود الثلاثة الأخيرة بكتاباته وتحليلاته الماركسية ، ونشاطه في أطر يسارية عربية وفلسطينية.

وسجن كيلة منذ العام 1992 لمدة 8 سنوات في سجون النظام السوري بتهمة “مناهضة أهداف الثورة” وتعرض لتعذيب شديد, لكنه أصر على البقاء في سورية, ليغادرها بعد انطلاق الثورة السورية, إذ طرده النظام بعد تعرضه للتنكيل والتعذيب من عصاباته.
كما أصدر 30 كتابًا تقريبا في السياسة والاقتصاد والنظرية الماركسية.

وفي العام 2016 أجرت “فسحة – ثقافية فلسطينية” حوارا موسعا مع كيلة حول الثورات العربية التي ناصرها بكل جوارحه وكتب عنها مئات المقالات، قال فيها إنه “اللّافت هو أنّ الثّورات الّتي كان الشّباب عنصرها الأساس، وهو الشّباب الّذي لم يعرف السّياسة والثّقافة عمومًا، أفضت إلى ثورةٍ في الفكر، كما يمكن أن يقال، إذ دفعت قطاعًا كبيرًا من هؤلاء الشّباب ليس إلى الانخراط في العمل السّياسيّ فقط، بل الميل للتّثقّف والفهم، وبالتّالي إلى القراءة، وهذا مدخلٌ ضروريٌّ وحاسمٌ لتطوير القدرات النّظريّة وإنتاج الفكر، والثّقافة عمومًا؛ لهذا أعتقد أنّ السّنوات القليلة القادمة سوف تشهد التّعبير الحقيقيّ عن هذه الثّورات؛ فالوعي يتراكم، وكذلك الخبرات، والتّرابط مع الواقع هو أساس كلّ هذا التّشكيل، الأمر الّذي سوف يقود إلى أن يُقدّم وأدبٌ وثقافةٌ جديدة”

من اعمال المفكر  سلامة كيلو:

نقد الحزب ، دار دمشق 1987

2. الثورة ومشكلات التنظيم (صدر بإسم سعيد المغربي) منشورات الوعي 1986

3. نقد التجربة التنظيمية الراهنة (صدر بإسم سعيد المغربي) منشورات الوعي 1988

4. حول الأيديولوجيا والتنظيم د دار دمشق / دمشق 1987

5. التراث والمستقبل ، دار الصعود / بيروت 1988

6. العرب ومسألة الأمة ، دار الفارابي / بيروت 1989

7. نقد الماركسية الرائجة ، منشورات الوعي الجديد 1990

8. كشكالية الحركة القومية العربية -محاولة توضيح ، دار كنعان / دمشق 1991

9. الإمبريالية ونهب العالم ، دار التنوير العلمي / عمان 1992

10. مقدمة عن ملكية الأرض في الإسلام ، دار المدى / دمشق 2001

11. فوضى الأفكار: الماركسية واختيارات التطوّر ، دار الينابيع / دمشق 2001

12. المادية والمثالية في الماركسية-مناقشة لفكر ملتبس- دار الينابيع / دمشق 2001

13. الاشتراكية أو البربرية ، دار بولاق / عمان ، دار الكنوز الأدبية / بيروت 2001

14. أطروحات من اجل ماركسية مناضلة, دار التنوير / دمشق ، منشورات الوعي الجديد 2002

15. عصر الإمبراطورية الجديدة ،اد التكوين / دمشق 2003

16. التطوّر المحتجز: الماركسية وختيارات التطوّر الإقتصادي الإجتماعي دار الطليعة الجديدة 2003

17. مشكلات الماركسية في الوطن العربي ، دار التكوين / دمشق 2003

18. العولمة الراهنة: آليات إعادة إنتاج النمط الرأسمالي ، دار نينوى / دمشق 2004.

19. الأبعاد المستقبلية: المشروع الصهيوني والمسألة الفلسطينية ، دار أزمنة / عمان 2004

20. من هيغل إلى ماركس: موضوعات حول الجدل (ج 1) ، دار الفارابي / بيروت 2004

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *