هاشتاغ:
بحكم طبيعة العمل كنت من المضطرين لمزاولة عملهم رغم الحظر الصحي، تارة كنت أستقل الطاكسي وتارة الحافلة رغم علمي بخطورة هاته الخطوة ولكني كنت جد جد حريص، استعمل المعقم كلما لمست شيئا.بعد مدة أحسست بأعراض غريبة تنتابني، كحة خفيفة بعدها أصابتني حمى لمدة يومين ثم شفيت وبعد يومين أصابتني نزلة حمى ثانية، كلما صعدت سلالم البيت أحس بتعب شديد،حاستا الشم و الذوق لدي غابتا بالكامل أصبحت لذة الطعام لا تعني لي شيئا، جسدي بالكامل أصبح يوجعني، عظامي، عضلاتي.
أخيرا قررت أن أتوجه للمستشفى، وبحكم أنني من المتتبعين لجميع أخبار هذا الفيروس لم يجد الطبيب معي أدنى مشكل في أن شرحت له حالتي، فقرر أن يخضعني لتحاليل الكشف.بعد أخذ عينة من أنفي نصحني أن ألتزم الحجر الصحي بالبيت إلى أن تظهر نتائج التحاليل خطئي الكبير و (البليد) أنني رغم ذلك توجهت للعمل بحكم أنني أعمل في مكان لوحدي وظننت أنني لن أعدي أحدا.
بالغد وبينما انا في مناوبة عملي بالليل تلقيت مكالمة هاتفية من قائد الدائرة يستفسرني عن بعض المعلومات الشخصية،أحسست أن هناك شيئا غير طبيعي في حديثه،فأخبرته إن كانت نتائج التحاليل قد ظهرت وأنها إيجابية فلا ضير أن يخبرني لأنني على أتم الاستعداد لتقبل الأمر أخبرني أنه فعلا نتائج تحاليلي ظهرت وأنها إيجابية ويلزمني أن أرافق سيارة الإسعاف التي أتت من أجلي إلى الدائرة القريبة من بيتي إلى المستشفى من أجل الحجر الصحي.
كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة ليلا، أخبرته أنني بالعمل وأرسلت له إحداثيات مكاني ومدني برقم سائق سيارة الإسعاف (زريقة).
حين وصلت سيارة الاسعاف أمام مقر عملي استقبلني زريقة بابتسامة استشفيتها من خلال نبرة كلامه رغم أن وجهه كان مغطى بالكامل باللباس الواقي، أثناء سلك سيارة الإسعاف لشوارع وأزقة الدارالبيضاء أحسست بدمعة تنزل من خدي لأول مرة بعد وفاة والدي أقسم أنها لم تكن دمعة رثاء لحالي أو خوفا من المرض أو حتى من الموت، ولكنها كانت دمعة ندم من أن أكون قد تسببت لغيري في أذى. ترى، هل أمي بخير؟ هل إخوتي بخير؟ هل أصدقاء العمل اللذين ربما مروا من مكان عملي بخير؟!! كلها أسئلة ظلت تتراقص في ذهني لم يوقفها إلا توقف محرك سيارة الإسعاف أمام باب المستشفى.
يتبع.. غدا ان شاء الله في نفس التوقيت.