يوسف ايدي يكتب: الاتحاد الاشتراكي الموجع في حركاته وفي سكناته

يوسف ايدي يكتب: الاتحاد الاشتراكي الموجع في حركاته وفي سكناته

نعم هو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبيىة تلك الفكرة المنبثقة من قلب المعاناة والتوق للتحرر والاشتراكية والديمقراطية، هو ذاك المولود السياسي الذي ولد من رحم الجمر والرصاص بقوافل شهدائه ومعتقليه ومناضليه الذين لم يخل منهم حي أو بيت، هو المخلوق السياسي المغربي بامتياز المتفرد بصلابته وكبريائه المنبعث في كل لحظة هلل فيها المتربصون بفنائه بتحدي أسطوري بقوة وصلابة واستمرارية الفكرة الاتحادية.

لقد شكل الاتحاد منذ نشأته رقما صعبا في معادلة المشهد السياسي الوطني بمواقفه ورجالاته وبقدر ما قدم من تضحيات في سبيل بناء مغرب حر ديمقراطي ومستقر اجتماعيا وسياسيا، بقدر ما تعرض لهجمات منظمة تبادل فيها الأدوار سفراء الظلام من اليمين الى اليسار منذ ما قبل تجربة التناوب ونحن آنذاك في الحركة الطلابية نقاوم النهج الفوضوي وننعت بالفصيل الإصلاحي ومناضلونا في السجون ومسار تضبيع خريجي الجامعات آخذ في التعاظم رغم المقاومة الاتحادية الصلبة، الى وقتنا الحالي بالحملة الممنهجة ضد الاتحاد وقيادته وكاتبه الأول.

ان المتتبع النزيه الموضوعي سيجد في قراءته أن حزب القوات الشعبية هوجم أيام القائد الفذ الذي لم يجد زمننا المغربي بمثله سي عبد الرحيم بوعبيد، واتهم بالتخلي عن قيم ومبادئ اليسار والاصلاحية ومهادنة المخزن، ثم هوجم بعده المجاهد عبد الرحمان اليوسفي بتاريخه وتراكماته وما أسداه للوطن وما بذل في سبيل استقراره، وبعده هوجم القائد محمد اليازغي بتاريخه ورمزيته وهو من استهدف بالطرد الملغوم بمعية الشهيد عمر بن جلون، ثم استهدف بعدهم القائد عبد الواحد الراضي رجل الانصات والتوافقات والقرارات الصعبة خدمة للمغرب والمغاربة، واليوم يستهدف كاتبنا الأول الأخ ادريس لشكر خيار الاتحاديات والاتحاديين ونتاج المدرسة الاتحادية، وخلال كل هذا المسار اختلف موقع الحزب في الأغلبية والمعارضة ولم تختلف وتيرة الاستهداف بنسق واحد وموحد يؤكد أن القائمين وراءه يزعجهم اتحاد المعارضة كما اتحاد الأغلبية ليقينهم اننا لا نساوم في مبادئنا وقيمنا مهما اختلفت المواقع.

واليوم والاتحاديون يعانقون أفق المصالحة بروح نقدية بناءة وبالتفاف منقطع النظير لأبناء الاتحاد ممن تواروا الى الخلف سنوات الوفود و « الوفرة » بعدما اختلط الحابل بالنابل وانسحب كثير من الصادقين من أبناء المدرسة الاتحادية امام سيل الانتهازيين ومقتنصي الفرص، نجد ذات الأصوات بوجوه وأدوار مختلفة تعود للظهور مستفيدة مما تتيحه آلة الاستهداف المنظم لقوى الحرية والانعتاق من مجالات لتصريف أحقادهم وتصفية حساباتهم الذاتية الانتهازية مع قيادة الاتحاد التي اختارت الانحياز لقيم الحزب وتجميع أطره ومناضليه والاعلاء من قيم ومبادئ التأسيس التي لم ولن تجد فيها طحالب الريع والامتيازات مجالا للترقي والركوب على مجهودات الشرفاء والشريفات من أبناء المدرسة الاتحادية.

ان الاتحاد الاشتراكي الذي طالما أزعج بمواقفه أيام الجمر الرصاص هو ذاته الذي أقر خصومه النزهاء بحاجة الوطن اليه قويا معافا بعد جولات فاشلة في محاولة تدميره، وهو ذاته الذي يتجه اليوم بأفق رحب عنوانه المصالحة والانفتاح بقيادة كاتبه الأول خيار الاتحاديين نحو غذ أفضل يكون للاتحاديين فيه كلمة فصل عنوانها هذا الحزب الذي ينبعث من رماده عنوانا للصمود والتحدي ومعبرا عن طموح وآمال الشعب المغربي.

تبقى الإشارة اليوم أمام ما حظي به فقيد الاتحاد والوطن المجاهد عبد الرحمن اليوسفي من التفاف واجماع شعبي حول طهارته واعتراف مجتمعي غير مسبوق بما أسداه من داخل حزب القوات الشعبية من خدمات جليلة للوطن والمواطنين، أن نبرز ارثنا الذي يراد فصمه عن الذات الاتحادية ونثمن تاريخنا الذي هو أهم مداخل مستقبلنا ونحصن مؤسساتنا الحزبية من النيران الصديقة قبل هجمات الأعداء بالتنظيم والتنظيم وحده واعمال قواعد التدبير الديمقراطي الشفاف بما يطهر حزبنا من الأنانيات المرضية التي أدينا ثمنا غاليا لإرضائها ولا نزال، في أفق تحصين الانطلاقة الجديدة والقوية للاتحاد بالمصالحة والانفتاح وأيضا بالمحاسبة والنقد البناء.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *