إنه يوسف بن تاشفين، الأمازيغي الذي عاش قرنًا وأخَّر سقوط الأندلس 4 قرون، ثاني ملوك المرابطين في المغرب بعد عمه أو ابن عمه أبو بكر بن عمر.
اتخذ بن تاشفين لقب « أمير المسلمين » اعظم ملك مسلم في وقته. اسس اول امبراطورية في الغرب الاسلامي من حدود تونس حتى غانا جنوبا و الاندلس شمالا و انقذ الاندلس من ضياع محقق و هو بطل معركة الزلاقة و قائدها. وحد وضم كل ملوك الطوائف في الأندلس إلى دولته بالمغرب (ح. 1090) بعدما استنجد به أمير أشبيلية.
استقر يوسف ابن تاشفين بعد ذلك في قصره بمراكش، إلى أن توفي سنة 500 هـ عن عمر ناهز المائة سنة بعد حياة حبلى بالإنجازات والبطولات.
ولا شك في أن يوسف بن تاشفين يعد من أعاظم رجالات المغرب الإسلامي الذين كان لهم أثر ملموس في توجيه تاريخه، إذ قام بدور طلائعي في تاريخ المغرب. فقد أسهم بشكل فعال في ترسيخ مبادئ الإسلام في المغرب أولا، ثم في الأندلس بعد ذلك. فإليه يرجع الفضل أولا وأخيرا في إنقاذ الإسلام في الأندلس مما يهدده من أخطار خاصة خلال النصف الثاني من القرن الخامس الهجري.
يوسف إبن تاشفين هذا الرجل العظيم، تعرض قبره في الإونة الاخيرة إلى الإهمال واللامبالات، من طرف المسؤولين الترابين بمدينة مراكش والمسؤولين بالعاصمة الرباط، حيث صار مرتعا للمتشردين والحيوانات.
فالصورة تعبر عن نفسها، ولسنا في حاجة لتذكير بحرمة القبور في الشريعة الاسلامية، ولسنا في حاجة لتذكير بمن يكون الرجل، وما هو تاريخه؟ لكن يجب أن نذكر البعض، أن التلاميذ والطلبة يعرفون يوسف بن تاشفين من خلال كتب التاريخ التي تدرس لهم، واليوم يسنضاف درسا جديدا لمعارفهم إسمه كيف « تبهدل » رجالات المغرب بعد مماتهم؟