يوسف بولمانبين يكتب: التنشئة والمسلسل المدبلج!

هاشتاغ: يوسف بولمانبين يكتب: التنشئة والمسلسل المدبلج!

من الجميل بل و من العزة والفخر أن نجد أطفالا يعاودن تمثيل ولعب بعض من مشاهد أحداث مسلسل تاريخي.

ولا تستغرب إذا وجدت أطفالا يشخصون بعض أحداث مسلسل مدبلج، فإنه لمن المحزن و الموجع ذلك،
أصبحت المسلسلات المدبلجة من أهم المواد التي تقدمها شاشات التلفزيون اليوم ، حيث نسبة المشاهدة لهذه المواد مرتفعة مقارنة بمشاهدة لبعض البرامج العلمية الهادفة.

خصوصا و يتم بث تلك المسلسلات في أوقات الدروة عند الأسر ، فمن أكثر الفئات العمرية المتابعة لهذه المسلسلات هم النساء و المراهقون و الأطفال ،
إن شاشات تلفزيون تكاد تخلو من المواد و البرامج الهادفة و الموجهة خصوصا للأطفال واليافعين، مما يدفعهم أو يجدبهم لمشاهدة مسلسلات أجنبية مدبلجة أهدافها تجارية أولا، تنخر عقولهم وأفئدتهم، يعتقدون أن المجتمع يعيش كذلك من حولهم، يحفظ الأطفال أحداث المسلسل، أبطاله وشخصياته مند الحلقة الأولى بشغف وعن ظهر قلب، يعشقونهم، يتخدونهم قدوات ومراجع في قرارات حياتهم وتحدياتها ، كأنهم ملائكة منزلين.

فمن أين لهم بهذا السحر الجذاب في مسلسلاتهم ؟
أهدافهم اعلانية ، إشهارية ، تجارية، في مجتمع مادي متعطش للمظاهر ،
أما كان عوض ذلك السحر الجداب القاتل لمبادئ و قيم أطفالنا و أبنائنا أن يشاهدوا برامج أكثر هدفا و تعليما و توجيها و أكثر تنقية لعقولهم و ترسيخا لشغفهم بحب السينما والتلفزيون و الفن والمسرح والتمثيل؟

بل وترسيخ شخصيات واقعية صنعوا مجد حضارتنا ، عوض خزعبلات مسلسلات و قصص قيس و ليلى في القرن الواحد والعشرين لا تسمن و لاتغني من جوع المعلومة و الافتقار إليها ، في ظل ضعف الإمكانيات و قلة الاحتكاك بالأنترنت و تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، خصوصا في العالم القروي.

أليست القنوات التلفزية هي الأكثر تأثيرا من بين وسائل الإعلام والإتصال في كل أرجاء المعمورة ؟ أما عليها أن تلعب الدور المنوط بها في التوعية و التثقيف لأبنائنا وبناتنا ولكل أفراد المجتمع ؟ عوض المساهمة في تخريب العقول وترسيخ ثقافة الآخر عندنا ، عشعشة وتغلغل قيم و مبادئ و سلوكات لا تصلح لنا ولا تخصنا ، بل تتناقض ولا تتماشى و ثقافتنا و أخلاق مجتمعنا .

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *