يعتبر الحسن الثاني الطبخ المغربي الثاني في الترتيب العالمي ويمتاز بروح أصالته وتنوعه الحضاري وغنى طقوس إعداده وتقديمه، ويعكس تجارب إنسانية.
وكتبت “الأيام” في ملف لها حول الطبخ المغربي أن طباخين عالميين اندهشوا لمعرفة الحسن الثاني بأسرار المائدة، ومن معلوماته الدقيقة في مجال الطبخ وأصوله، وقد منحه أمهر الطباخين العالميين سترة الطباخ رقم “1” تقديرا منهم لهذا الجانب.
وكان الملك الراحل يعي بأن الغذاء أداة ليس لإبداء المهارة في الطبخ وتذوقه ولكنه محمل ببعد ثقافي وحضاري ومحط اختبار لمختلف الطقوس والعادات، والطريق إلى قلب شعب انبهر يوما بالملك الباذخ بأبهته ولباسه وطقوسه الصارمة يتحدث عن “الرفيسة العمية”، طعام الفقراء في لحظات الشدة.
وخلق من الغذاء قدسية دينية محملة ببركة دار المخزن، هنا فقط يجب فهم لماذا يتهافت السياسيون ومسؤولو الدولة على أطباق الحلوى التي لا تراعى فيها أداب المائدة، وتعود إلى طقوس النهش والافتراس والتسابق على طعام مبارك، قوته في الرمزية الدينية والسياسية، وليس في بعد الخصاص الاجتماعي حسب ما اوردته يومية الايام في عدد نهاية الاسبوع.