يونس لقطارني يكتب: مغاربة العالم والمشاركة السياسية

يونس لقطارني يكتب: مغاربة العالم والمشاركة السياسية

ان الجالية المغربية في الخارج بها كفاءات معتبرة في حقول العلم والمعرفة وفي شتى المجالات الهامة التي يحتاجها المغرب، ويجب الاستفادة من هذه الطاقات والكفاءات البشرية التي تحدوها الرغبة الكبيرة في المساهمة بشكل ايجابي في خدمة الوطن.ففي سنة 2011، تم إقرار حق الجالية المغربية في المشاركة السياسية بالدستور الجديد للمملكة، إذ ينص الفصل 17 من الدستور الجديد على « تمتع المغاربة المقيمون في الخارج بحقوق المواطنة كاملة، بما فيها حق التصويت والترشيح في الانتخابات »، « ويمكنهم تقديم ترشيحاتهم للانتخابات على مستوى اللوائح والدوائر الانتخابية، المحلية والجهوية والوطنية »، « ويحدد القانون المعايير الخاصة بالأهلية للانتخاب وحالات التنافي »، « كما يحدد شروط وكيفيات الممارسة الفعلية لحق التصويت وحق الترشيح، انطلاقا من بلدان الإقامة.

ان مطالب المغاربة في الخارج تتطابق كليا مع مطالبه في الداخل وتتجلى في احداث تغييرات جوهرية في اعادة النظر في اساليب ادارة شؤون الدولة سياسيا واقتصاديا واداريا وثقافيا واجتماعيا . كما يجب العمل على اصلاح ذات البيت بما يجعل المغرب يواجه كافة التحديات الراهنة والمستقبلية وطي صفحات الماضي الاليم الذي عاشه المغرب منذ الاستقلال الى يومنا هذا بسبب بعض الاحزاب السياسية والصراعات الداخلية التي ادت الى تردي الاوضاع وتفشي ظاهرة الفساد وفقدان بوصلة الاصلاح.

لقد دخلت البلاد مرحلة التغيير الصحيح والتعددية بأبعادها السياسية والاقتصادية لتتماشى مع العقليات والذهنيات الجديدة التي افرزتها الطفرة التكنولوجية والمعلوماتية الناتجة عن تقدم علمي رافقته ثورة تقنية لم يشهدها العالم من قبل. والكفاءات المغربية في هذا الحقل لا يستهان بها بخاصة تلك الموجودة في الخارج لأنها تعد نتاج هذه الثورة العلمية ولا يمكننا الاستغناء عن هذه الطاقات الايجابية . وعلينا ان نعمل على كسبها عوض اقصاءها او تهميشها و ضياعها اذا كنا نؤمن فعلا بالمغرب ومستقبله.

وفي اي تمثيل مستقبلي لبحث أفاق المغرب وكيفية الخروج من النفق المظلم الحالي يجب في نظري ادراج الجالية عبر ممثلين عنها ليشاركوا بافكارهم وارائهم النيرة في طرح التصور المستقبلي لمغرب الغد في ظل التعددية و الممارسة الديمقراطية الحقيقية بعيدا عن رواسب الممارسات السابقة التي اخرت البلاد وادخلتها في دوامة صراعات كانت في غنى عنها اصلا.

لدي قناعة راسخة بان ما ستساهم به الجالية المغربية في الخارج خدمة للوطن سيكون مفيدا ويساعد في بلورة الفصل 17 من الدستور الجديد الذي يتماشى والتغيرات التي يشهدها عصر الرقمنة والتكنولوجية وما افرزه من ذهنية جديدة وتفكير يختلف جذريا عن تفكير جيل الاستقلال. اننا ندخل مرحلة تاريخية هامة ومنعطفا هاما في مسيرة التغيير والاصلاح لمغرب الغد. مغرب يطمح الى التقدم والرقي والانفتاح و يؤمن بقدراته وكفاءاته ويعول على نفسه لتحقيق امال شعبه خاصة جيل الشباب الصاعد وتطلعاته في العيش عزيزا مكرما في وطنه المغرب.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *