آيت بوكماز…شرارة بلدة التفاح

هاشتاغ. أزيلال
الكثير من المغاربة في الساعات الماضية سمعوا عن منطقة جبلية تدعى آيت بوكماز، بعد مسيرة لثمانين كليومتر على الأقدام، قادت ساكنة دواوير آيت بوكماز وآيت عباس وزواية أحنصال نحو عمالة الاقليم، حيث قضى عامل أزيلال ليلة بيضاء، تحسبا للأسوء.

مطالب الساكنة، لا يمكن وصفها سوى أنها الدرك الأسفل من حقوق الإنسان، طريق وطبيب ومستوصف ومدرسة، في بلد الموانئ العملاقة، والمطارات العالمية، والمظاهرات الكبرى، وحكومة يقودها أصحاب المصالح التي لا تعد ولا تحصى.

أقرب نقطة حضرية تقرب من آيت بوكماز هي أزيلال، تبعد ثمانين كليومتر، لكن هذه المسافة البسيطة يلزم لقطعها ثلاث ساعات بين طرق أقرب لأن تكون شبيهة بطرق جبال الهيمالايا.

ماذا خلد للمنطقة، اسم احمد الحنصالي، مقاوم للاحتلال، ثم طويت في غياهب النسيان، بين أشجار التفاح، وبين الطقس المرعب والتضاريس الوعرة، وسيلة الناس للتنقل بغال صلبة صلابة رجال المنطقة. جمال المنطقة خلاب وفاتن، ويكفي أن تلج منزل آيت اورباط حتى تتقين أن لمسة الفن ركن أساس في المعاناة.

فقدت آيت بوكماز طبيبا فرنسيا، مات وسط أهل الجبل، كان صديق الجميع وحبيب الجميع، بعد موته فقدت بلدة التفاح دكتورها المفضل، الذي كان لا يتوانى حتى عن إجراء جراحات في عيادته الشبيهة بالكوخ.

ساكنة آيت بوكماز، التي تتذكرها البرامج الحكومية، فقط، بالحفاظ على طابع البنيان، فقدت أخيرا صبرها، ونزلت نحو السفح حيث يقبع أول مسؤول، حيث توجد العمالة المقابلة للمستشفى الإقليمي، بنيان يراه الشيب والشباب والنساء من أهل هذه المنطقة بعيدا حتى عن الحلم.

من موقع المسؤولية، حملت الساكنة صور جلالة الملك، معتبرين أن مطالبهم لا لبوس سياسي فيها، بل هي مطالب اجتماعية صرفة، لكن يبدو أن صبر مناطق الأطلس الكبير قد نفذ.

وربما على هذه الحكومة، التي تحصي الملايير كهواية، أن تجيب بسرعة خارقة على هذه المطالب، حتى لا تتحول التجربة نحو حراك جديد.