
مولاي العربي أحمد
في مفارقة فجّة أثارت موجة انتقادات واسعة، اختار رئيس الحكومة عزيز أخنوش قضاء عطلته الصيفية في جزيرة سردينيا الإيطالية، في الوقت الذي تطلق فيه الحكومة، عبر المكتب الوطني المغربي للسياحة، حملة ترويجية كبرى تحت شعار “نتلاقاو فبلادنا”، أنفقت عليها ملايين الدراهم من المال العام، بهدف تشجيع السياحة الداخلية وإنعاش القطاع بعد سنوات من التراجع.
الحملة التي صُممت لتجذب المغاربة إلى سواحل المملكة وعمقها الجبلي والصحراوي، وتبرز غنى وتنوع العرض السياحي الوطني، لم تمنع رئيس الحكومة نفسه من تفضيل شواطئ المتوسط الإيطالية الفاخرة، بعيداً عن أصيلة، الصويرة، الداخلة أو أكادير، وهي مدن لطالما استُعملت صورها في الخطاب الرسمي لتغذية “الانغماس العاطفي” في الوطن.
هذا السلوك، الذي اعتبره مراقبون “انفصالاً تاماً” بين الخطاب والممارسة، يطرح تساؤلات جدية حول مصداقية الرسائل الحكومية، ومدى التزام صانعي القرار بما يروجون له للمواطنين. فكيف يمكن إقناع أسرة مغربية متوسطة أو فقيرة باستثمار مدخراتها المحدودة في عطلة داخلية، بينما أعلى سلطة تنفيذية في البلاد تفضل إنفاق أموالها في جزر أجنبية؟
بالنسبة لكثير من المتابعين، فإن صورة أخنوش على شواطئ سردينيا اختصرت أزمة الثقة بين المواطن والحكومة: خطاب وطني مفعم بالشعارات، يقابله سلوك شخصي يذهب في الاتجاه المعاكس تماماً، ويجعل من الحملة الترويجية أقرب إلى إعلان دعائي فاخر موجَّه للتلفزيون أكثر منه التزاماً سياسياً وأخلاقياً حقيقياً.
