يبدو أن عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، استشعر خطر الانهيار السياسي الذي يلاحق حزبه، التجمع الوطني للأحرار، بفعل الغضب الشعبي المتصاعد والانتقادات التي تطارده حتى من داخل الأغلبية الحكومية.
فبعد الضربات الموجعة التي تلقاها من نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، وجد عزيز أخنوش نفسه مضطراً لإطلاق جولات ميدانية مستعجلة، لا تقل عن كونها “حملة إطفاء حرائق”، الهدف منها حسب ما كشفه مصدر موثوق لموقع “هاشتاغ” إعادة تلميع صورة الحكومة، التي باتت في نظر الكثيرين عاجزة عن مواجهة أزمات الاقتصاد وارتفاع الأسعار.
هذه التحركات، حسب مصدر موقع “هاشتاغ” التي ستنطلق مباشرة بعد شهر رمضان، ليست سوى تكرار باهت لبرنامج “100 يوم، 100 مدينة” الذي استُعمل سابقاً في حملة الأحرار الانتخابية سنة 2019، لكنه الآن يعود في سياق أشد توتراً، حيث لم تعد الوعود الفارغة تجد من يصدقها. وبحسب مصادر مطلعة،
فإن هذه الجولات يضيف مصدر موقع “هاشتاغ” ستركز على قطاعات الفلاحة والصيد البحري والصحة والتعليم، وهي المجالات التي يُفترض أن أخنوش ووزراؤه أحدثوا فيها “إصلاحات”، لكنها تحولت إلى بؤر احتجاج وغضب، خصوصاً بعد أن شهدت الأسعار ارتفاعاً جنونياً، وضرب الجفاف القطاع الفلاحي في مقتل، فيما لا يزال المغاربة يواجهون أزمات المستشفيات والاكتظاظ في المدارس.
لكن اللافت أن هذه الجولات ليست فقط رداً على انتقادات المعارضة، بل جاءت كذلك كرد فعل على تصعيد حزب الاستقلال، الشريك في الحكومة، والذي يبدو أن زعيمه نزار بركة قرر التخلي عن المجاملة السياسية وبدأ في كيل الضربات لمشاريع أخنوش.
فقد استغل بركة ظهوره في المهرجانات الخطابية والأنشطة الحزبية ليطلق تصريحات نارية حول فشل التدبير الحكومي في ضبط الأسعار، في رسالة واضحة تفيد بأن التحالف الحكومي بات يترنح، وأن الأحرار لم يعودوا يملكون الحصانة السياسية التي اعتقدوا أنهم محصنون بها.
وفي ظل هذا الوضع المتأزم، تشير مصادر موقع “هاشتاغ” إلى أن أخنوش شخصياً وجه تعليمات صارمة لقيادات حزبه بضرورة تلميع صورة الحكومة بأي ثمن، واحتواء موجة الانتقادات التي تهدد استقرار الأحرار في الانتخابات القادمة.