هاشتاغ/برشلونة
يعود اسم مجموعة عزيز أخنوش إلى الواجهة من جديد، بعدما كشف تقرير لوسائل إعلام إسبانية عن ارتباط أكبر مشروع لتحلية المياه في إفريقيا، الذي يُنجز حالياً في الدار البيضاء، بتحالف اقتصادي تقوده شركة Acciona الإسبانية إلى جانب شركتين مغربيتين تابعتين لمجموعة Akwa التي تعود ملكيتها لرئيس الحكومة.
مجموعة أخنوش، التي تضم Afriquia Gaz وGreen of Africa ضمن الشركات المشاركة في المشروع، تظهر بوصفها أحد الفاعلين الرئيسيين في قطاعي الطاقة والماء داخل المغرب.
وتشير التقارير إلى أن هاتين الشركتين لعبتا دوراً محورياً في التحالف الذي نال صفقة محطة تحلية الدار البيضاء سنة 2023، وهي محطة توصف بأنها “الأكبر في القارة الإفريقية”، بطاقة إنتاجية تفوق 548 ألف متر مكعب يومياً.
وقد وفّرت وزارة الاقتصاد الإسبانية تمويلاً ضخماً يناهز 340 مليون يورو للمساهمة في المشروع، ضمن مقاربة تهدف – حسب مدريد – إلى دعم حضور الشركات الإسبانية في إفريقيا وتعزيز الشراكة الاقتصادية مع المغرب.
لكن هذا التمويل أُدرج في سياق سياسي حساس بإسبانيا، بعدما ورد اسم المشروع ضمن وثائق التحقيق في “قضية سيردان”، ما أثار الشبهات حول احتمال وجود تداخل بين مصالح اقتصادية ومصالح سياسية في كل من مدريد والرباط.
ففي إسبانيا، يربط التقرير القضائي اسم أخنوش بزيارة الوزير السابق خوسيه لويس آبالوس إلى المغرب سنة 2019، وهي الزيارة التي يتم التحقيق بشأنها حالياً على خلفية العلاقة مع شبكة “كولدو – سيردان”.
ولا تزال Acciona تلتزم الصمت تجاه الأسئلة المطروحة حول ما إذا كانت للشبكة أي علاقة غير مباشرة بالمشروع. أما وزارة الاقتصاد الإسبانية، فقد عبّرت مصادر منها عن “قلق حقيقي” من احتمال أن يكون بعض الوسطاء قد مرّوا خارج قنواتها الرسمية.
ورغم هذه الشبهات، يبقى المشروع واحداً من أكبر مشاريع البنية التحتية المائية في تاريخ المغرب، ويعكس مستوى التعاون الاقتصادي بين الرباط ومدريد، حيث تعمل أكثر من 350 شركة إسبانية داخل المغرب وتبلغ المبادلات التجارية بين البلدين 22,5 مليار يورو سنوياً.
ومع ذلك، فإن تداخل الأسماء والملفات يجعل حضور مجموعة أخنوش في المشروع يكتسي بعداً سياسياً واضحاً، خصوصاً في سياق الجدل القائم حول تضارب المصالح، سواء داخل المغرب أو في أروقة التحقيقات الإسبانية.






