فرض رئيس الحكومة عزيز أخنوش السرية التامة على الاجتماع الذي جمع زعماء الأغلبية الحكومية مساء الأربعاء الماضي بمقر حزب الأصالة والمعاصرة، وذلك تفاديا لأي تسريبات قد تزيد من تأزيم الوضع داخل التحالف.
ووفق مصادر مطلعة لموقع “هاشتاغ”، جاء الاجتماع في أجواء متوترة بسبب تصاعد الخلافات السياسية بين مكونات التحالف، لا سيما بين حزبي التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة، ما استدعى عقد اللقاء بعيدا عن وسائل الإعلام في محاولة لتطويق الأزمة قبل تفاقمها.
وكشفت مصادر موقع “هاشتاغ” أن الاجتماع الذي استمر لساعات طويلة عرف نقاشات حادة وصريحة، حيث واجه عزيز أخنوش حلفاءه في التحالف الحكومي بسبب تحركات وتصريحات صدرت عن قيادات من حزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال، تعكس رغبة كل منهما في تصدر الانتخابات التشريعية المقبلة. هذه التصريحات لم تلقَ استحسان رئيس الحكومة، الذي اعتبرها حملة انتخابية سابقة لأوانها قد تهدد وحدة الأغلبية.
وحسب مصادر موقع “هاشتاغ”، وجه عزيز أخنوش لومًا غير مباشر لكل من فاطمة الزهراء المنصوري، المنسقة الوطنية للقيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، ونزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، على خلفية مواقفهما الأخيرة، مشددا على ضرورة الالتزام بميثاق الأغلبية والتركيز على العمل الحكومي بدل التنافس السياسي المبكر.
في المقابل، رفض قادة “البام” و”الاستقلال” اتهامات رئيس الحكومة، مؤكدين أن تصريحاتهم لا تعدو أن تكون طموحات سياسية مشروعة، وأن كل الأحزاب تسعى بطبيعتها إلى تحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات، مشددين على أن النقاش السياسي جزء من الدينامية الطبيعية داخل أي تحالف، نافين أن يكون هناك تحرك يهدف إلى تقويض تماسك الأغلبية.
إلى جانب هذا الملف، ناقش الاجتماع أيضًا أزمة تأجيل زيارة وزير التجهيز والماء، نزار بركة، إلى مشروع الربط المائي بين سد وادي المخازن ودار خروفة، وهو الملف الذي أثار جدلًا واسعًا في الأيام الأخيرة، وسط حديث عن محاولات لعرقلة الزيارة من قبل حزب رئيس الحكومة.
وخلال الاجتماع، طالب حزب الاستقلال بتوضيح رسمي من الحكومة حول الموضوع، وهو ما دفع الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، إلى الخروج بتصريحات في الندوة الصحفية عقب المجلس الحكومي، مؤكدًا أن تأجيل الزيارة مرتبط بأسباب تقنية بحتة، مشيرًا إلى أن نسبة الأشغال في المشروع بلغت 96% وهي في مرحلة التجريب.
ورغم حدة الخلافات التي طبعت الاجتماع، أفادت مصادر “هاشتاغ” أن النقاش جرى في أجواء من الصراحة والمكاشفة، حيث حاول كل طرف الدفاع عن وجهة نظره، فيما سعى رئيس الحكومة إلى احتواء التوترات لضمان استمرار التحالف الحكومي بأقل الخسائر السياسية.
ومع ذلك، تبقى التصدعات داخل الأغلبية واضحة، خاصة مع اقتراب الانتخابات التشريعية لسنة 2026، وهو ما قد يجعل الفترة المقبلة اختبارًا حقيقيًا لقدرة التحالف على البقاء متماسكًا وسط رهانات سياسية متصاعدة.