أخنوش يهاجم صوت الجبال بدل الاستماع إليه

هاشتاغ
في خطوة أثارت موجة استغراب واستياء، هاجم رئيس الحكومة عزيز أخنوش، خلال الجلسة الشهرية بمجلس المستشارين المنعقدة يوم الثلاثاء، خالد تيكوكين، رئيس جماعة تبانت بإقليم أزيلال، متهماً إياه بالتحريض على الاحتجاج وتأجيج ساكنة آيت بوكماز، دون أن يسميه بشكل مباشر، في وقت كانت تنتظر فيه الساكنة موقفاً مسؤولاً يخفف من معاناتها بدل توجيه التهم وتبادل الاتهامات.

تصريحات أخنوش، التي اتسمت بنبرة هجومية، جاءت عقب المسيرة السلمية التي نظمتها ساكنة آيت بوكماز من أعالي الجبال في اتجاه مقر عمالة أزيلال، للمطالبة بفك العزلة وتحقيق التنمية في منطقة طالها التهميش لعقود. بدلاً من التجاوب مع هذه المطالب الاجتماعية المشروعة، اختار رئيس الحكومة مهاجمة المنتخب المحلي الذي اختارته الساكنة لتمثيلها، معتبرًا أنه يسعى لتحقيق “مكاسب سياسية” عبر دعم الاحتجاجات، بل وصل به الأمر إلى دعوته بشكل غير مباشر لمغادرة منصبه إن أراد “قيادة الشارع”.

هذا الخطاب الصدامي يطرح أكثر من علامة استفهام حول قدرة الحكومة الحالية على التعامل بحكمة مع حركات احتجاجية نابعة من واقع اجتماعي وإنساني قاسٍ. فبدل احتواء الغضب الشعبي والاستماع إلى نبض الجبال، فضّل أخنوش اعتماد لغة التهديد المبطن في وجه مسؤول منتخب، في مشهد غير مسبوق في علاقة المركز بالأطراف.

المثير أن رئيس جماعة تبانت، وبشهادة العديد من متتبعي الشأن المحلي، لم يكن محرضاً بل كان محاوراً ومؤطراً وناطقاً باسم الساكنة، التي فوضته في الاستحقاقات الأخيرة على أمل أن يكون صوتها لدى مؤسسات الدولة، وهو ما يفترض أن يُقابل بالتقدير، لا بالتجريح والتأنيب.

إن رئيس الحكومة مطالب اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بامتصاص الغضب الشعبي عبر مبادرات ميدانية وتواصلية ترفع الحيف عن المناطق المهمشة، لا أن يصب الزيت على نار الاحتقان الاجتماعي. فمنطقة آيت بوكماز ليست في حاجة إلى مزايدات سياسية، بل إلى مسالك آمنة، ومراكز صحية، ومؤسسات تعليمية، ومشاريع تنموية تعيد للساكنة كرامتها.

الرسالة التي كان على رئيس الحكومة أن يوجهها هي رسالة التهدئة والانصات والالتزام، لا الاتهام والتخوين. فهكذا تُبنى الثقة، وهكذا تُحل الأزمات في الدول التي تحترم مواطنيها ومنتخبيها.