أخنوش.. 18 سنة على رأس الفلاحة والنتيجة: عيد بلا أضحية

خالد بوبكري
تحول عيد الأضحى أقدس المناسبات بعد رمضان في وجدان المغاربة إلى كابوس اجتماعي ثقيل بعدما التهبت أسعار الأضاحي بشكل غير مسبوق وتراجع العرض بشكل مقلق وسط انهيار القدرة الشرائية لملايين الأسر.

في قلب هذا المشهد الحزين يتربع اسم عزيز أخنوش رئيس الحكومة كمسؤول أول عن هذه المهزلة الوطنية.

فالرجل كما يعلم الجميع أشرف على القطاع الفلاحي منذ سنة 2007 حيث شغل منصب وزير الفلاحة والصيد البحري لمدة 14 سنة متواصلة قبل أن ينتقل إلى رئاسة الحكومة سنة 2021، ويستمر في التحكم غير المباشر في الوزارة من خلال تعيين موالين له على رأسها.

أي أننا أمام مسؤول احتكر تدبير القطاع الفلاحي لما يقارب عقدين من الزمن، والنتيجة: بلد فلاحي بلا مواشٍي وشعب لا يملك القدرة على شراء أضحية العيد.

خلال ولايته الطويلة، أطلق أخنوش مخطط “المغرب الأخضر” ثم “الجيل الأخضر”، كما أعلن عن مشاريع رنانة كـ”غابات المغرب”، حيث إبتلعت هذه البرامج المليارات من المال العام وجرى الترويج لها على أنها ستنهض بالعالم القروي وتحقق الأمن الغذائي وتدعم الثروة الحيوانية.

لكن الحقيقة اليوم ظاهرة على وجه كل مغربي: لا ماشية لا دعم للفلاح الصغير والمتوسط، لا استقرار في السوق، وكل ما هناك هي أزمة فلاحية حقيقية يحاول أخنوش والموالين له دفنها تحت رماد البلاغات الرسمية والكلام الفضفاض في التجمعات الحزبية والمنابر الإعلامية.

هذه الأزمة أو الانهيار الفلاحي ليس وليد الجفاف فقط بل هو ثمرة سنوات من السياسات العشوائية التي قادها أخنوش وفريقه وركزت على الفلاحة التصديرية وأهملت القطيع المغربي، وأطلقت يد المضاربين في السوق دون حسيب أو رقيب.

واليوم نتأسف لأن عيد الأضحى الذي كان مناسبة للفرح والتكافل تحول إلى ذكرى حزينة بسبب السياسات التي هجرت الفلاح من أرضه، وأفقدت القطيع قيمته وخلقت أسواقاً عشوائية وأسعاراً لا ترحم.

فكيف يمكن لمسؤول ظل يدبر وزارة الفلاحة 14 سنة ثم صار رئيساً للحكومة أن يتنصل من مسؤوليته؟ هل نحاكم السماء على الجفاف ونعفي من خطط وفشل؟ ألا يجب أن يتحمل أخنوش ومعه وزراؤه ومديروه المسؤولية الكاملة عن وصولنا إلى هذا الإفلاس الفلاحي؟

المغاربة اليوم محرومون من أضحيتهم والعيد لم يعد عيداً ولا الوطن وطناً فلاحياً، وبينما تئن الجيوب وتتألم العائلات يتفرج أخنوش من برجه السياسي العالي وكأن الأمر لا يعنيه، لكن الأسر المغربية لن تنسى هذا العيد وسيبقى محفورا في الذاكرة كأول عيد يمر دون كبش دون فرحة ودون معنى.

ويبقى السؤال المر يتردد في أعماق كل بيت مغربي: بأي ذنب حرمنا من فرحة العيد؟ وكيف لرجلٍ أمضى سنوات في تسيير الفلاحة أن يفلت من المحاسبة بعدما أوصلنا إلى هذا المصير؟