أكاديمية محمد السادس… مصنع الأبطال الذي غير وجه كرة القدم المغربية

تواصل أكاديمية محمد السادس لكرة القدم ترسيخ مكانتها كأهم منصة لتكوين المواهب في المغرب وإفريقيا، بعدما تحوّلت خلال سنوات قليلة إلى ورشٍ احترافي يُنتج لاعبين دوليين ويغذي مختلف الفئات السنية للمنتخبات الوطنية، في وقت يستعد فيه المغرب لاحتضان كأس إفريقيا للأمم وتنظيم كأس العالم 2030 بشراكة مع إسبانيا والبرتغال.

الأكاديمية، التي تمتد على مساحة تفوق 17 هكتاراً بسلا، تعمل وفق نموذج “الرياضة–الدراسة”، حيث يستفيد اللاعبون من تأطير شامل يشمل التعليم، الإقامة، التغذية، التأهيل الطبي، التكوين الذهني والبدني.
ويؤكد المسؤول عن الاستقطاب، طارق الخزري، أن نحو 90% من المستفيدين ينحدرون من أسر محدودة الدخل، مشيراً إلى أن تمويل المشروع يتم بدعم مباشر من الملك محمد السادس.

وتتوفر الأكاديمية على بنية تحتية تضاهي كبريات مراكز التكوين الأوروبية:

عشرة ملاعب لكرة القدم

قاعات للدراسة والعضلات والألعاب

مسابح ودور إقامة واسعة

قطب طبي متعدد التخصصات

مسجد ومطاعم ومرافق تربوية حديثة

من قاعات التدريب إلى الملاعب الأوروبية

أنتجت الأكاديمية عشرات الأسماء التي تتألق اليوم في الملاعب: 26 لاعباً في أندية القسم الأول المغربي، ونحو 30 لاعباً محترفاً في الدوريات الأوروبية

خمسة لاعبين على الأقل مرشحون لمنتخب 2026 و2030
ومن أبرز خريجيها: عبد الحميد أيت بودلال (رين)، يوسف النصيري الذي أصبح أحد أعمدة المنتخب وشارك في إنجاز مونديال 2022.

المدرب الفرنسي لوران كوغير يؤكد أن الأكاديمية تمثل بارقة أمل لشباب يعيش بعضهم أوضاعاً اجتماعية صعبة، قائلاً: “حين ينجح لاعب منهم في الاحتراف، فإنه يغيّر حياة أسرة كاملة”.

نجاح دراسي موازٍ… 100% في الباكالوريا

الأكاديمية تراهن أيضاً على المسار الدراسي، إذ يوضح مدير القطب التربوي عبد الرزاق الرحموني أن معدل النجاح في الباكالوريا يصل إلى 100% منذ عشر سنوات، وهو عنصر أساسي لضمان مستقبل اللاعبين في حال تعرّضهم لإصابات أو تغيّر مسارهم الكروي.

يوميات اللاعبين تمتد من السابعة صباحاً إلى المساء، بين الدراسة والتدريب والحصص البدنية، وسط انضباط صارم وبرنامج يوازن بين التعليم والاحتراف الرياضي.

أكاديمية تُصنع المستقبل

منذ افتتاحها عام 2010، أصبحت أكاديمية محمد السادس نموذجاً قارياً في التكوين الرياضي، ومشتلاً لمواهب تصنع اليوم حضور المغرب القوي في كرة القدم القارية والعالمية، وتستعد للمساهمة في إنجاح الاستحقاقات الكبرى المقبلة، وعلى رأسها كان 2025 ومونديال 2030.

الأكاديمية لم تعد مجرد مركز تكوين… بل مصنع أبطال يساهم في ترسيخ مكانة المغرب كقوة كروية صاعدة.