أمريكا تدعم أول مشروع مغربي لإنتاج “البولي سيليكون” عالي النقاء في طانطان

هاشتاغ

في تطور جيوستراتيجي يعكس التحول العالمي نحو تأمين سلاسل التوريد في قطاع التكنولوجيا والطاقة النظيفة، أعلنت الولايات المتحدة دعم مشروع صناعي ضخم بجنوب المغرب لإنتاج “البولي سيليكون” عالي النقاء، المادة الأساسية في صناعة الرقائق الإلكترونية والألواح الشمسية، وسط سباق دولي متصاعد لتقليص الاعتماد على الصين التي تسيطر على أكثر من 90% من الإنتاج العالمي لهذه المادة الحيوية.

وكشفت مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأميركية (DFC) عن منح تمويل أولي بقيمة 4.75 مليون دولار لشركة “سونديال” المغربية، لتغطية مرحلة ما قبل الاستثمار بما يشمل الدراسات الهندسية وتخطيط البنية الصناعية. ويمثل هذا التمويل جزءا من توجه أميركي واسع لتنويع مصادر البولي سيليكون وتعزيز أمن الصناعات التقنية والدفاعية.

ووفق ما نقله تقرير لوكالة بلومبرغ، تأتي الخطوة بعد القيود التي فرضتها بكين على تصدير معادن ومواد أساسية تُعد محورية لصناعات المستقبل، ما دفع الولايات المتحدة وحلفاءها إلى البحث عن شركاء موثوقين خارج آسيا لضمان استقلالية إنتاجهم التكنولوجي.

وينظر إلى المغرب كمرشح قوي في هذا التحول، بفضل استقراره السياسي، وقربه الجغرافي من أوروبا، وارتباطه باتفاقيات تجارة حرة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى توفره على بنية تحتية مؤهلة لاستقطاب الصناعات المتقدمة.

المشروع الذي سيُقام بمدينة طانطان تبلغ كلفته الإجمالية نحو 870 مليون دولار. ووفق تصريحات المدير التنفيذي لشركة “سونديال”، الطيب أمغرود، تسعى الشركة لجمع حوالي 800 مليون دولار عبر قروض واستثمارات دولية، بينما يُتوقع أن ترفع مؤسسة (DFC) دعمها إلى 550 مليون دولار إضافية خلال مرحلة البناء.

ويمثل هذا المشروع أحد أكبر الاستثمارات الصناعية في جنوب المغرب، ويضع المملكة على خريطة الإنتاج العالمي لمادة استراتيجية لا غنى عنها في التحول الرقمي والطاقي، في وقت يتسارع فيه الغرب لتقليص تبعيته للصين وضمان أمن سلاسل الإمداد التكنولوجية.